15:19:05

من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، سانت بطرسبرغ، 7 يونيو/ حزيران 2024

1076-07-06-2024


               

حول مشاركة سيرغي لافروف في اجتماع وزراء خارجية دول بريكس

سيشارك وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في الفترة من 10 إلى 11 يونيو، في الاجتماع الكامل لوزراء خارجية دول بريكس في نيجني نوفغورود. وسيُعقد اجتماع منفصل في إطار المجلس الوزاري بمشاركة عدد من دول جنوب وشرق العالم.

ومن المزمع أن تجري خلال الاجتماعات المقبلة مناقشة القضايا الملحة المدرجة على جدول الأعمال الدولي، وتحسين نظام الحوكمة العالمية، مع التركيز على رفع دور البلدان النامية، وتسوية النزاعات، والتعاون في المنصات الرائدة المتعددة الأطراف.

و سينظر الوزراء في صيغة بريكس، في التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقيات قادة المجموعة، بما في ذلك تطوير طرائق تشكيل فئة الدول الشريكة لبريكس، وتحديد الخطوات اللاحقة لتطوير الشراكة الاستراتيجية، بما في ذلك في مرحلة رئاسة روسيا للمجموعة. وسيتم إيلاء اهتمام خاص للتحضيرات لقمة بريكس السادسة عشرة المقبلة في قازان.

وعشية الاجتماع الوزاري، سيتم عقد الاجتماع التقليدي لمساعدي الخبراء من دول بريكس.

وسنبلغكم على الفور بالاجتماعات الرئيسية. ويوجد مركز صحفي لتغطية الأحداث. ومن المقرر إجراء "ماراثون" من اللقاءات الثنائية مع سيرغي لافروف، وسنبلغكم بها أيضا.

 

من الأجوبة على الأسئلة:

سؤال: ما هو تقيمكم لدور ومواقف مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون في نظام  العلاقات الدولية المعاصر؟ وما هو تقيمكم لمساهمتهم في تشكيل عالم متعدد الأقطاب؟

الجواب: هذا، وإلى حد كبير، أول أساس قوي تم وضعه لعالم متعدد الأقطاب. هناك مراكز عالمية طبيعية استغرق تشكيلها على مدى سنوات وعقود وأحيانا قرون. وهناك نقاط دعم تشكلت بالجهد البشري لتعكس حقائق المستقبل. يبدو لي أن منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس هي الاتحادات التي التقطت اتجاهات ملموسة في المناطق وبدأت في تجميع عمل الدول الأعضاء فيها لحل المشكلات المشتركة. وفي الوقت نفسه، تمت برمجتها لتغدو مراكز في عالم متعددة المراكز، وأقطاب في عالم متعدد الأقطاب. ولذلك، فإن دورها هو أحد الأدوار الرئيسية. ومن المهم أنها تقوم على مبادئ مختلفة تماما عن تلك الهياكل التي يزعم الغرب أنها مراكز عالمية.

وهي لا تقوم على مبادئ الهيمنة الإمبريالية، والتفوق والاستثنائية الخاصة، ونظام القيادة ـ الإدارية، وخضوع إرادة البعض لإرادة الآخرين، والفصل العنصري. إنها تقوم على مبادئ   الانفتاح والمساواة، والاحترام (إذا جاز لي أن أقول ذلك)، سواء بالنسبة لأعضاء هذه الاتحادات أو خارجها. لذلك، أعتقد أن أمامها مستقبلا واعدا. ومن المهم أن يتم، إن أمكن، الاستفادة على قدر الإمكان من الخبرة المكتسبة في هذه المجموعات، عند إنشاء جمعيات أخرى، لأنها إيجابية وبناءة ولا تؤدي إلى الفوضى والدمار والعدوان. على العكس من ذلك - للخلق، وتنسيق المصالح، مع مراعاة الاهتمامات المتبادلة، والمساعدة المتبادلة، والدعم وللأسف أصبح كل ذلك بالعالم الحديث في العقود الأخيرة ولسبب ما غير ذو أهمية.

انظروا إلى المفردات التي نسمعها من الدول الغربية. إنها كلمات الكراهية والعدوانية، وهي كلمات تفرق بين البشر. ومن الزاوية العملية  لا ترون ولا تسمعون ولا تقرأون في تصريحات الممثلين الغربيين كلمات مثل "الصداقة" و"التعاطف" و"المساعدة المتبادلة". ولن أتحدث عن الحب. كل شيء بالنسبة لهم فقط من زاوية المحاولة اللانهائية لتجسيد مطلبهم الخاص بالفصل العنصري. ويمكن اختلاق كل ذلك من أجل الفصل بين البشر، وفقا لأي معايير كانت، قابلة للتنفيذ. لكنكم لن تجدوا في خطاباتهم ما يوحد الناس ويخرج الإنسانية إلى النور. وفي الوقت نفسه فإن جميع الكلمات والمصطلحات والرسائل ترد في وثائق المجموعات المذكورة، وعلى رأسها بريكس.

سؤال: في الآونة الأخيرة، تقدمت وزارة الخارجية ووزارة العدل بطلب إلى الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين لرفع اسم طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية. ويحضر ممثلو طالبان اليوم في المنتدى. هل هذه إشارة للموافقة على طلب رفع طالبان من هذه القائمة؟

 الجواب: دعونا نفصل بين هذه الأسئلة. إن مشاركة ممثلي الكتلة الاقتصادية لأفغانستان في المنتدى لا تنطوي على أي إشارة. إنه عمل روتيني. هذه هي هيئات دولة ذات صلة، يهتم المشغلون الاقتصاديون فيها بتطوير اقتصادهم وعلاقاتهم الاقتصادية، لا سيما مع روسيا. ربما سيجدون شركاء آخرين هنا، ليس فقط من بلدنا.

وما يتعلق بالشطر الآخر من السؤال، لقد ذكرنا مرارا أن روسيا تعتزم بثبات تطوير التعاون متعدد الأوجه مع حكومة كابول الحالية، التي تحكم أفغانستان منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

إن العمل على استبعاد "حركة طالبان" التي تشكل أساس هذه الإدارة، من القائمة الوطنية  للإرهاب يعكس الاعتراف بالحقائق الموضوعية التي تشكلت بعد هروب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان وانهيار النظام الموالي لأمريكا في كابول عام 2021.

ماذا يعني "عكس الواقع"؟ إنه ليس كلام مجازي. هذه هي المهام التي يجب أن تضطلع بها بلدان المنطقة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. هذه  هي المشاكل التي قام الأمريكيون وحلف شمال الأطلسي  بتضخيمها على مدى 20 عاما من تواجدهم المدمر في أفغانستان وتتطلب حلاً فوريا. هذا هو المقصود. إنها ليست حالة ظرفية نشأت في وقت محدد. أن هذا ما يتيح  حل المشاكل الملحة من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين. ولا أقول ذلك حتى من أجل العلاقات الثنائية، بل من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين، اللذين يشكلان في هذه الحالة جزءا من الاستقرار والأمن في العالم بأسره. لقد أثرت المشاكل الصادرة من أراضي أفغانستان على الحالة الأمنية في العالم لسنوات عديدة.

سؤال: في ظل تعمق العلاقات بين روسيا وأفريقيا، هل تدرس روسيا إمكانية فتح ممثل لبنك روسي في أفريقيا لتسهيل المعاملات المالية والاقتصادية دون وسيط؟

الجواب: فيما يتعلق بفتح مكاتب تمثيلية للبنوك الروسية في البلدان الأفريقية، فإننا لا نستبعد خيار التعاون هذا. لكن هذا، كما تفهمون، لا يعتمد على روسيا فحسب، بل يعتمد أيضا على اهتمام الشركاء الأفارقة. وكذلك على خصوصية أساس معيارـ  القانون الوطني. ويتعين فهم مقدار الجهد الذي سيبذله الغرب لمنع مثل هذه التطورات. نرى أي ضغط تتعرض له العديد من دول العالم أو المشغلين الاقتصاديين. إن هذا الموضوع يثير اهتمامنا. وسوف نتعاون مع تلك البلدان الأفريقية، ومع المشغلين الأفارقة الذين لديهم أيضا مصلحة مشتركة في هذا الموضوع.

وفي الوقت نفسه، تدرس روسيا خيارات مختلفة لتبسيط العمليات التجارية والمالية مع الشركاء الأفارقة. وعلى خط البنوك المركزية يجري العمل على تطوير إمكانية زيادة إجراء الحسابات بالعملات الوطنية، وإقامة علاقات مراسلة مباشرة بين البنوك، وبناء بنية تحتية راسخة للدفع والتسوية قادرة على مقاومة التأثيرات الخارجية. ونرى أن هذا العمل سيعزز العمليات التجارية الروسية ـ الأفريقية وروابط التعاون بين شركاتنا والمشغلين الاقتصاديين المحليين.

إن روسيا مهتمة بتطوير علاقات تجارية واقتصادية متعددة الأوجه ومتبادلة المنفعة مع الدول الأفريقية. نحن مستعدون، وهذا ما أكدته القيادة الروسية خلال قمم  روسيا ـ أفريقيا، وخلال لقاءات وزير خارجية بلادنا مع الشركاء الأفارقة. نحن على استعداد للعمل معا مع القارة الأفريقية على زيادة الاستقرار والقدرة على التنبؤ وأمن التبادلات التجارية.

أود أن ألفت انتباهكم مرة أخرى إلى البيان الذي أدلى به قبل عام بالضبط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة لقمة روسيا ـ  أفريقيا.

سؤال: نتابع في أفريقيا، عن كثب العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وهي درس لأفريقيا. وقد رأينا أيضاً إن روسيا تساعد بعض الدول الأفريقية لإلحاق الهزيمة بالإرهاب، على سبيل المثال في جمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر ومالي وبوركينا فاسو. هل تستطيع روسيا تكثيف مساعداتها لأفريقيا في مجال منع وقمع الإرهاب؟

الجواب: نحن ممتنون للتقييم المتوازن للأحداث الجارية في العالم، الذي عبرت عنه الدول الأفريقية وشاطرتنا به. ونحن نرى أن هذه ليست مقاربة متحيزة أو ظرفية لحالة محددة، بل تستند إلى معرفة التاريخ والموقف المهتم بما تلقته أفريقيا دائما من بلدنا. مثل هذه العلاقات غدت الآن نادرة للغاية. قليل من مَن يعرفون كيف يكونون ممتنين ويحافظون على الذاكرة التاريخية. ونسمع ونرى من البلدان الأفريقية ليس فقط كلمات الامتنان، بل نشعر أن هذا جزء من الفكرة والسياسة الوطنية، ويمكن للمرء أن يقول حتى المفتاح الثقافي لأفريقيا - ألا ننسى ماضينا.  وتذكُرْ ليس فقط  المعاناة التي تحملتها الشعوب الأفريقية، بل التذكر والتعبير عن الامتنان لأولئك الذين ساهموا في تخليص أفريقيا من الاضطهاد الاستعماري.

أعرف أمثلة أخرى. وأعتقد أنكم تعرفوها أيضا. عندما مرت البلدان والشعوب بمسار تاريخي صعب بنفس القدر، وتعرضت للإبادة الجماعية والاضطهاد بمختلف أنواعه، ثم بقيت في ذاكرتها التاريخية فقط حقائق معاناتها. ومسحت المعلومات والحقائق بشأن من ساعدهم في التغلب على ذلك، وكأن الأمر لم يحدث. وهذا لم يحدث في أفريقيا. وهذا مدهش.

النقطة الثانية التي أود أن أذكرها. سمعت من أحد السياسيين الغربيين عبارة مفادها أن الحضارات الغربية لديها "جين للديمقراطية"، "جين للحرية". أرى الآن أن "الغرب الجماعي"، وخاصة الاتحاد الأوروبي، قد فقد أي حرية. دعك عن الحديث عن الديمقراطية. وهذا رغم أنهم لم يُستعبدوا قط ولم يكونوا مُستَعمَرِين، ولم تكن شعوبهم سلعة قط.

أنظروا إلى أفريقيا. كانت بلدان القارة الأفريقية لعدة قرون، تحت نير المستعمرين. لقد تم بيع الأفارقة كسلع، بل أسوأ من ذلك. فقد تم التعامل مع البضائع باحترام أكبر من العبيد. ورغم هذا الماضي الرهيب، يتبين، إذا تحدثنا بالمصطلحات الغربية، فأن أفريقيا هي التي تمتلك "جين الحرية". إنها تظهر نفسها في المواقف الصعبة كبشر أحرار – انطلاقا من الذاكرة التاريخية، والمصالح الوطنية، والشعور بالعدالة، والواجب، والاحترام، وبطبيعة الحال، الشعور بالمساواة. لا يسعني إلا أن أقول هذا.

والآن فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. لقد لاحظتم بحق أن بلادنا ساعدت وتساعد العديد من الدول الأفريقية في مواجهة التهديد الإرهابي. وينطبق هذا بالدرجة الأولى على بلدان منطقة الصحراء والساحل، التي تعاني أكثر من غيرها من الإرهاب. لقد استجابت روسيا دائماً لطلبات السلطات الرسمية. وسنواصل مساعدة شركائنا في رفع القدرة القتالية للقوات المسلحة الوطنية وتدريب العسكريين وقوات إنفاذ القانون. ونحن عازمون على مواصلة تطوير التعاون العسكري والعسكري التقني مع دول القارة. ونرى مدى تقدير البلدان الأفريقية لنتائج مثل هذا التعاون.

ونحن نعلق أهمية كبيرة على التعاون مع الدول الأفريقية، بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب. وقد منح اعتماد الإعلان حول تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، الذي تبنته قمة روسيا ـ إفريقيا الثانية، التي عُقدت في سان بطرسبرج عام 2023، زخما إضافيا قويا في هذا الاتجاه. ومن المقرر أيضا مناقشة الخطوات المشتركة بشأن مكافحة الإرهاب في الاجتماع المقرر عقده في الفترة من 9 إلى 10 نوفمبر من هذا العام في سوتشي – والذي سيكون أول مؤتمر وزاري "روسيا-إفريقيا". ومن المزمع القيام بفعاليات خاصة متعلقة بالموضوع.‏

أن روسيا ستواصل لاحقا زيادة المساعدة العملية في تعليم وتدريب سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية في البلدان الأفريقية في مجال مواجهة التحديات والتهديدات الحديثة، سواء على أساس متعدد الأطراف أو ثنائي.

وفي هذا السياق، نلاحظ النجاحات المحرزة والآفاق الواعدة لمشروع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الذي جاء بمبادرة من روسيا لزيادة الاطلاع  على التدابير الرامية إلى التصدي لوقوع الأسلحة في أيدي الإرهابيين في أفريقيا. وتم النجاح في إطاره، بإيصال للشركاء الأفارقة أفضل الممارسات الروسية ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، شاركنا في تمويل المرحلة الثانية من مبادرة هذا المكتب لتعزيز قدرة الدول على إنشاء آليات تنسيق وطنية وإقليمية لمنع الإرهاب ومكافحته. وينبغي أن تكون جنوب أفريقيا ومنطقة البحيرات الكبرى هي الدول المستفيدة من هذه المبادرة.

 

 

 

 

Некорректно указаны даты
Дополнительные инструменты поиска

Последние добавленные