18:05:28

من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 11 ديسمبر/ كانون الأول 2024

2421-11-12-2024

                                           

بشأن الوضع في سوريا

 

نتابع باهتمام الأحداث الدراماتيكية في الجمهورية العربية السورية. لقد تم عرض تقييماتنا في بيان وزارة الخارجية الروسية ذي الصلة الصادر بتاريخ 8 ديسمبر من هذا العام.

أود التأكيد أن أولويتنا المطلقة هي ضمان أمن جميع المواطنين الروس المتواجدين على أراضي الجهورية العربية  السورية، فضلاً عن حرمة المنشآت والبعثات الروسية: الدبلوماسية والعسكرية وغيرها، بما في ذلك تلك التي لها علاقة بأنشطة الشركات والمنظمات الروسية.

ننطلق من أنه ليس ثمة بديل لمراعاة المعايير القانونية الدولية التي تنظم صفة وأنشطة المؤسسات الروسية في سوريا، بما في ذلك اتفاقيات فيينا. وأعيد الأذهان إلى أن بعثتنا الدبلوماسية في دمشق تواصل العمل في ظل ظروف تهديدات أمنية كبيرة.

تدخل سوريا الآن في مرحلة انتقالية ستواجه فيها البلاد حتماً تحديات جديدة. وهذا حرفيا يجري على الهواء مباشرة. نعرب عن تضامننا مع الشعب السوري، الذي ترتبط به روسيا تاريخيا بعلاقات ودية. ونتمنى له مخلصين أن يتغلب بنجاح على كافة التحديات والصعوبات والمشاكل الناشئة.

ونؤكد موقفنا المبدئي الداعم لسيادة ووحدة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها، وندعو إلى الإسراع في تنظيم عملية سياسية شاملة، ينبغي أن ينفذها السوريون أنفسهم عن طريق حوار وطني واسع النطاق، وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. لقد تحدثنا عن ذلك مرات عديدة طوال هذه السنوات. ونؤكد أهمية المراعاة غير المشروطة لمصالح كافة المجموعات العرقية والدينية في المجتمع السوري. وهذا هو موقف روسيا المبدئي.

ونرى أن إحدى المهام ذات الأولوية في الوضع الحالي لـ" الانتقال السياسي"، هي الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وأداءها وظائفها. وندعو جميع الأطراف المعنية إلى اتباع نهج مسؤول والمساهمة في استعادة الأمن والاستقرار في البلاد بأسرع وقت ممكن. ومن المهم ضمان سيادة القواعد الأساسية للقانون والحفاظ على القانون والنظام، وحماية حقوق السكان المدنيين، وضمان السلام المدني والوئام الوطني، ومنع أعمال التخريب، والعنف، وسفك الدماء، والإرهاب.

إننا ننسق بصورة وثيقة مع الشركاء الدوليين والإقليميين، بما في ذلك مع منظمة الأمم المتحدة، من أجل تسهيل الاستقرار للوضع في سوريا في أقرب وقت ممكن.

ونجري اتصالات ذات الصلة مع القوات الممثلة "على الأرض".

نوصي بصورة ملحة مواطنينا باتخاذ أقصى الاحتياطات وتجنب الأماكن المزدحمة. وتبقى جميع تحذيراتنا بخصوص زيارة سوريا سارية المفعول.

أود أن أقول إننا نتلقى عددًا كبيرًا من الأسئلة من وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، وكذلك من مواطني بلدنا تتعلق بتصنيف الوضع في الجمهورية العربية السورية، وأسباب وممهدات ما يحدث هناك، ومشاركة القوى الخارجية والجهات الفاعلة الداخلية ودورها. أود أن ألفت أنظاركم  إلى ما قلته في البداية – أن الأولوية بالنسبة لنا في هذه المرحلة ضمان أمن المواطنين الروس وعدم المساس بمنشآتنا.

أما بالنسبة لتقييم الوضع في البلاد، فإننا نراقب عن كثب تطور الوضع وسننطلق من الوضع الفعلي "على الأرض"، ونتصرف على هذا الأساس، ونستخلص النتائج، ونعطي توصيف وتصنيف مناسب للتحركات والعمليات. ونعتقد أيضًا أنه من المهم للمجتمع الدولي بأكمله الامتناع عن أي تصريحات أو خطابات استفزازية يمكن أن تؤثر سلبًا على ما يحدث.

 من الأجوبة على الأسئلة:

 

سؤال: ما هو تعليقكم على التدخل الإسرائيلي في النزاع السوري ودخول القوات الإسرائيلية إلى أراضي الجمهورية العربية السورية؟

الجواب: إن تصرفات القوات المسلحة الإسرائيلية التي احتلت المنطقة العازلة في منطقة الجولان وعدد من المناطق المتاخمة لها تنتهك بنود الاتفاق السوري الإسرائيلي بشأن فصل القوات لعام 1974.

إن تصرفات القوات الجوية الإسرائيلية، التي تنفذ هجمات صاروخية وقنابل واسعة النطاق على أهداف عسكرية ومدنية على الأراضي السورية، تثير أيضًا قلقًا بالغًا لدى المجتمع الدولي. إن ممارسات استعمال القوة هذه لا تخدم بالطبع مهام استقرار الوضع في سوريا؛ وتزيد أكثر تفاقم الوضع الذي ترتب في الأيام الأخيرة في هذا البلد، الذي من دون تلك الممارسات صعب للغاية.

ونعتقد أنه وفي ظل الظروف العسكرية ـ السياسية بالغة الصعوبة التي وجد الشعب السوري الصديق  نفسه فيها، يتعين على جميع أعضاء المجتمع الدولي، وخاصة البلدان المجاورة، التحلي بضبط النفس وأقصى درجة من المسؤولية، دون إثارة تدهور لاحق للوضع في سوريا بممارساتهم. وبما أن الجميع "يهتمون" لفظياً بمصالح السوريين وأمنهم وحقوقهم كمواطنين في هذا البلد المستقل، فينبغي أن يكون ذلك مدعوماً بالأفعال.

 ومن المهم الثبات على موقف صلب للامتثال من دون شرط لقواعد القانون الدولي ومبادئ الاحترام غير المشروط لسيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها والالتزامات الدولية التي سبق أن تعهدت بها تجاه هذا البلد والشعب. وهذا هو اختبار كل من" يهتمون" بحقوق الإنسان ويتحدثون عن أنفسهم كدول قائمة على سيادة القانون.

سؤال: كيف تعلقون على تصريح المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي بأن الغزو والانقلاب العسكري في سوريا كان مخططاً له من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ولدى إيران دليل على ذلك؟

جواب: الوضع قيد التحليل. وستكون حقائق أكثر لتصنيف ما حدث في سوريا.

وإذا تحدثنا عن إسرائيل، فإن قيادة هذا البلد تتحدث بصراحة عن دور تل أبيب. وهذا هو الموقف المعلن للقيادة الإسرائيلية بشأن تورطها في الأحداث في سوريا. وهم لا يخفون ذلك.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد  فرضت عقوبات مقصودة على سوريا وشعبها منذ سنوات طويلة. والآن يقولون إن الأحداث مرتبطة بعدم رضا الشعب عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية. وقد ساهمت الولايات المتحدة إلى حد كبير في تشكيل هذا الوضع حتى لم تفكر في تخفيف العقوبات إنسانيًا حتى في ظل الجائحة. وساعدت جميع الدول والشعوب الطبيعية في ذلك الوقت، بعضها البعض. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في كيفية التعامل الجمهورية العربية السورية والسوريين بشكل أكثر قسوة من أجل خلق  عوامل للتأثير على الوضع. من حق كل دولة، أو محقق، أو سياسي، أو صحفي أن يبحث عن الحقائق التي تدعم هذه المقاربة أو تك، وتقديمها للرأي العام. لكن من المهم أن نسمع ونرى ما يقوله الأشخاص الأوائل في الدول، على المستوى الرسمي، ويعلنون تورطهم في هذا الوضع.

سؤال: هل ساعدت روسيا على إجلاء بشار الأسد وعائلته؟ وبماذا انحصرت هذه المساعدة؟ هل تم التوصل إلى أي اتفاقات بشأن رحلة آمنة؟

الجواب: تم تقديمها بالقدر اللازم من المساعدة في إطار البادرة الإنسانية المذكورة. ولن أتحدث عن التفاصيل الآن.

سؤال: كيف تقيمون ما يحدث في سوريا؟ وما هي التطورات التي يمكن توقعها؟

الجواب: تتعلق أولويات روسيا بأمن المواطنين الروس، والمنشآت الروسية التي يتواجد فيها مواطنونا.

أما بالنسبة لسوريا، فقد حدد الممثلون الذين يشكلون الهيئات الحكومية الآن في دمشق، هدفهم الرئيسي هو صيانة سيادة البلاد ووحدة أراضيها. سأضيف إلى ذلك ما كنا نتحدث عنه طوال هذه السنوات: ضرورة الحفاظ على الوحدة بين الأعراق والأديان ودعمها، والعمل على منع الاشتباكات وتأليب هذه المجموعات  بعضها على البعض، والقيام بأعمال استفزازية يمكن أن تؤدي إلى تدهور الوضع. وهذا ما يركز عليه القائمون على تشكيل أجهزة السلطة الجديدة في سوريا (شاهدت تصريحاتهم ذات الصلة). إلى أي مدى يمكن النجاح بذلك؟ وهذا ليس قراءة خطوط كف، بل عن عمل ملموس.‏

سؤال: استقال الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه: في 8 ديسمبر وغادر البلاد، ووصلت المعارضة إلى السلطة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" المحظورة في روسيا. هل تخطط روسيا لإقامة علاقات دبلوماسية مع السلطات السورية الجديدة، وما هي الخطوات التي تخطط لاتخاذها للحفاظ على وجودها السياسي والاقتصادي في سوريا؟ ما هو احتمال رفع "هيئة تحرير الشام" من قائمة التنظيمات المحظورة؟

الجواب: إن العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا قائمة وتتطور. وفي هذا الصدد، أعتقد أن حتى صياغة السؤال بهذه الطريقة غير صحيح. أما الاتصالات مع التيارات السياسية، فكما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية بتاريخ 8 ديسمبر من هذا العام، فإننا ندعمها ونطورها مع مختلف الشخصيات والقوى السياسية.

أما بالنسبة للخطوات الملموسة، فينبغي الآن بالدرجة الأولى انتظار إضفاء الطابع المؤسسي على السلطة في دمشق. لقد بدأت هذه العملية للتو. قبل ذلك عمت فوضى مطلقة. الآن بدأت بعض السلطات في الظهور معلنة صلاحياتها. لذلك فإن العالم بأسره يراقب الآن كيف تتشكل السلطة في سوريا. ويمكن الانتقال لاحقا إلى الجزء العملي من سؤالكم.

أما بالنسبة لحذف "هيئة تحرير الشام" من قائمة التنظيمات المحظورة، فيجب أن ننطلق من أعمال وأفعال  ملموسة. كيف يمكن الحديث نظريا؟ هذه أشياء ملموسة تتطلب تقييما محددا.‏  

سؤال: يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته على الأراضي السورية، ولا سيما على المنشآت العسكرية. وتعرض ميناء اللاذقية أمس الى الهجمات. ونسمع أكثر فأكثر تهديدات القيادة العسكرية الإسرائيلية ضد قوات المعارضة في سوريا. كيف تقيم وزارة الخارجية الروسية تحركات إسرائيل إذا استمرت بنهجها هذا؟ وكيف سيؤثر ذلك على الوضع في الشرق الأوسط؟

الجواب: لقد علقت على ذلك للتو. هناك قانون دولي واتفاقيات ثنائية بين سوريا وإسرائيل. وهناك خطوات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. وهذا بالتأكيد هذا لا يعد ما من شأنه أن يساعد على تهدئة الوضع.

كانت سوريا ولا تزال ويجب أن تكون دولة ذات سيادة. وقد عاملها بلدنا دائما على هذا النحو، وقد قدم المساعدة والدعم. وينبغي على جميع أعضاء المجتمع الدولي الآخرين أن يعاملوها من هذا المنطلق، كدولة مستقلة ذات سيادة. هذا هو الجواب على كيفية تقييم  الهجمات. يا ترى هل يمكن اعتبار هذا بمثابة مِعيار؟ لا سيما في ظل الوضع الذي تمر به سوريا الآن.

وينبغي أن تؤدي جميع تحركات المجتمع الدولي دور يساعد على تحقيق الاستقرار. إذا كان أولئك الذين يتحدثون عن موضوع سوريا قلقون بشأن مصير شعبها. وإذا لم يكن الأمر على هذا النحو، حينها ينبغي إعطاء تقييمات أخرى. ونسمع أيضا تصريحات سافرة أخرى تتعلق بعدم الاهتمام بسوريا والسوريين، بل بطموحاتنا. هل هذا يتوافق مع القانون الدولي؟ بالطبع كلا.

سؤال: ما هي برأيكم الأخطاء التي ارتكبت في سوريا؟ ولعل هذا تقصير المجتمع المدني أو الأجهزة الحكومية الشرعية؟ ما الذي يجب على روسيا تجنبه وما الذي يمكنها الاستعداد له مسبقًا؟ مثلا قلة الوطنية أو شيء آخر برأيكم؟

الجواب: لقد سمعتم الجزء الخاص بالمبادرة من الإحاطة، حيث قيل إن هناك الكثير مما يجب تحليله. أعتقد الكثير يزاولون هذا الآن.

نحن نركز الآن بشكل أكبر على أمن مواطنينا ومنشآتنا، ومن أجل تحقيق ذلك من الضروري اتخاذ عدد من الخطوات الملموسة.

يمكنني أن أكرر ما قلته لوسائل الإعلام اليوم. تعمل قيادة العمليات التابعة لوزارة الخارجية على مدار الساعة فعليا، لضمان أمن المواطنين الروس في سوريا، ويجري إعداد قرارات ذات صلة. إن الجانب الروسي على اتصال مع الكثير من القوى السياسية (الآن من المستحيل الحديث عن كلمة "الجميع"، لأنه من الصعب حتى "تحديد" جميع القوى السياسية) لتجسيد القضايا والأهداف المتعلقة بأمن مواطنينا، والمنشئات، وبناء التعاون مع القوى التي تصل الآن إلى السلطة في سوريا. وهذا ما نركز عليه الآن.‏

مرة أخرى، يجب أن أكرر أن أولويتنا في العمل الآن لضمان  أمن المواطنين الروس والمنشآت الروسية في سوريا. ولكن سيتم تحليل كل شيء. و بالإضافة إلى ذلك سنشارك أيضًا بتقييماتنا.

 

 


Additional materials

  • Photos

Photo album

1 of 1 photos in album

Incorrect dates
Advanced settings