18:32:21

من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، موسكو، 25 ديسمبر/ كانون الأول 2024

2502-25-12-2024

من الأجوبة على الأسئلة.

سؤال: من دون شك أصبح عام 2024 عام الحروب والنزاعات، ووقع الجزء الأكبر منها في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي يوعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بوضع حد لما يسميه بالفوضى في الشرق الأوسط، فإن الكثير من السكان والسياسيين في العالم العربي يحمّلون واشنطن مسؤولية هذه الحروب. كيف تُقيّّم موسكو الدور الأمريكي في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي؟

جواب: هذا الدور مجزأ ومتنوع. لماذا؟ جاءت إدارات مختلفة، وكانت هناك مواقف مختلفة من الوضع في الشرق الأوسط. كان لدى العديد منها مصالح سياسية آنية.  واستخدم بعضها الوضع في الشرق الأوسط  في إطار الحملات الانتخابية، والبعض كانت لها مضاربات تجارية بحتة، والبعض الآخر كانت لها مصالح تتعلق بالهوية الوطنية. والبعض مارست  الضغط من أجل إنجاح فلسفة هذه الفئة أو تلك. وكان للكثير من ممثلي الإدارات المختلفة مسارهم الخاص.

وللأسف، فإن القاسم المشترك لها جميعًا، أو ما يوحدها هو تجاهل القانون الدولي. وإلى حد كبير، الرغبة في "تمييع" جهود الوساطة التي بُذلت وجرى إقرارها على أساس القانوني الدولي، ولا سيما جهود "رباعي الوساطة الدولي". ويرتبط هذا بأن عدد من الشخصيات السياسية الأمريكية المتواجدة في في السلطة  قامت بكل ما في وسعها من أجل" تمييع"، بطريقة  أو بأخرى، قرارات المؤتمرات الدولية المتعلقة بتسوية الوضع في الشرق الأوسط. على الرغم من أن أطراف النزاع أو الوسطاء أو المجتمع الدولي اعترفت بهذه النتائج والمخرجات والقرارات.

ولكن لنتفق على سبيل المثال على "كلمة اختبار" (هناك مثل هذا التعبير). إن الولايات المتحدة الأمريكية نشطة للغاية في المنطقة.  وغدت بعض البلدان على خريطة الشرق الأوسط "نقاط"، وبكل معنى الكلمة مكان جذب للجهود للأمريكية. انظروا فقط: هل أصبح الوضع أفضل هناك، وأكثر استقرارًا اقتصاديًا، وأكثر أمنًا ماليًا، وهل أصبح الوضع أكثر أمنًا بكل معنى الكلمة؟ وأنكم بأنفسكم سوف تردون على هذا السؤال. كلا. ربما ذات مرة، منذ سنوات عديدة، كان هناك نوع من الأمثلة الإيجابية. في التاريخ الحديث (إذا أخذنا آخر 25، 30، 35، 40 سنة)؟ ولكني لا أستطيع إعطاء مثل هذه الأمثلة. ربما تعرفون عنها؟ أنا لا أعرف شيئا عنها. في كل مكان حلت فيه الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، برغبة حل هذه القضية أو تلك بمفردها أو تطبيق إنجازاتها، كانت النتائج على العكس من ذلك إذ  تظهر مراكز جديدة للنزاعات والتوتر، وأحيانًا المواجهة الدموية.

سؤال: ما هو موقفكم من الجهود الإسرائيلية - الأمريكية للحل النهائي للقضية الفلسطينية، ورفض إقامة الدولة الفلسطينية؟  

الجواب: يبدو لي أن استعمال عبارة "الحل النهائي" لأي قضية يذكرنا بأسوأ ممارسات الغرب. نتذكر جيدا مَن حاول "حل المسألة نهائيا". إن الرايخ الثالث هو الذي "حل نهائيا" (على حد تعبيرهم) المسألة اليهودية. وأدى ذلك إلى الهولوكوست والإبادة الجماعية، وإبادة عدد كبير من السكان اليهود (وليس اليهود فقط). لأنه "في خضم" حل مسألة واحدة، شرع النازيون في حل مسائل كافة الأخرين. وأدى ذلك إلى كارثة كادت تدمر حضارتنا.

ونرى الآن كيف يحاول الغرب "حل المسألة الروسية نهائيا"، ومسألة روسيا، والسكان الناطقين بالروسية، والعالم الروسي. انهم يتحدثون عن ذلك بصورة سافرة. لقد أطلقوا العنان لنزاع دموي في أوكرانيا، بتأليب الروس والأوكرانيين ضد بعضهم البعض، واستهداف الناطقين بالروسية ضد الناطقين بالروسية. عقدوا سلسلة من الفعاليات بزعم، كما قالوا، "إلغاء الثقافة" الروسية وعزل بلدنا بأسره. تذكروا ما قاله جورج بوش الابن: إن مهمة الأوكرانيين هي قتل أكبر عدد ممكن من الروس. هذا هو المفهوم الذي يتم تطبيقه مرة أخرى لحل نهائيا هذه المسألة أو تلك. وهذه المرة بشأن الفلسطينيين، الذين أصبحوا ضحية لعدد كبير من الطموحات السياسية والأخطاء والجرائم.

 مرة أخرى أود القول لا يجوز صياغة السؤال بهذه الطريقة. لا يجوز ترتيب كلمات كهذه في سياق هذا الموقف. وإلا فإننا سوف نرى دلالات مع أحداث تاريخية أخرى. يوجد أساس قانوني دولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، وجهود الوساطة، وبطبيعة الحال، هناك المصالح الوطنية في ضمان الأمن. ولكن لم تنجح تاريخيا أي محاولة لحل مسألة وطنية، لأي طرف، حلا نهائيا في جلب أي خير لإيديولوجي هذه المفاهيم.

سؤال: هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين القيام بعملية عسكرية كبيرة، في حين أوصى رئيس "الموساد" دافيد برنياع  بضرب إيران. كيف تنظر روسيا إلى هذا التصعيد؟ وهل برأيها، يوجد طرق لتخفيف تصعيد الوضع ومنع انزلاقه إلى حرب شاملة؟

الجواب: لقد رأينا وسمعنا كيف ظهرت بين الحين والآخر مفاهيم "الضربة المباشرة" ضد دول ذات سيادة، لا سيما إيران ودول أخرى. وقد تم تنفيذ عدد منها، وتأجيل بعضها "إلى وقت لاحق".

لقد سبق لي أن طرحت هذا السؤال، وهو ليس افتراضياً: هل أدى تجسيد هذه المفاهيم إلى تحسن الوضع في مكان ما؟ لا أتذكر. لا توجد أمثلة من هذا القبيل. يبدو لي أن الغرب مهووس بهذا المفهوم الوحيد الناجح (من وجهة نظرهم)، ربما عليهم النظر إلى الوضع الذي خلقوه في الشرق الأوسط؛ وكيف حاولوا من خلال الاستفزازات ومكون القوة التأثير على الوضع في أوكرانيا. ربما يتعين عليهم استخلاص النتائج والعمل على تصحيح أخطائهم قبل أن يبدأوا في زعزعة الاستقرار لاحقا، وبهذا الشكل السيطرة على المزيد والمزيد من المساحة، علينا أن نرى أن الوضع لم يتحسن في أي مكان.

سؤال: ترغم السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة في جنوب سوريا  السكان المحليين بالقوة على إعلان رغبتهم في الانضمام إلى إسرائيل. ما هو موقف روسيا من هذه الممارسات واحتلال الأراضي السورية، مع الأخذ بعين الاعتبارً أن الأراضي المحتلة تبلغ الآن ضعف مساحة مرتفعات الجولان؟

الجواب: لقد سبق وأن سمعت عن إرغام  الناس ليصبحوا مواطنين لدولة ما، والتخلي عن انتماءاتهم الوطنية أو عن ثقافتهم، ويرغمونهم  حتى على التخلي عن لغتهم الأم، وبسبب استحالة ذلك، يعاد تسمية اللغة. يكتب أحدهم نفس السيناريو الذي يتم تطبيقه في مناطق مختلفة من العالم.

لقد اعطينا تقييمات  بشأن مشاركة" اللاعبين الخارجيين" في "تقسيم سوريا" أو "الاستيلاء على أراضيها". 

إن موقفنا يقوم على ضرورة صيانة وحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها. وندعو جميع أعضاء المجتمع الدولي الذين يتحلون بالشعور بالمسؤولية الالتزام بثبات بهذا النهج. ونرى أن تفكك سوريا سيكون تحدياً خطيراً لأمن الدول المجاورة لها ومنطقة الشرق الأوسط برمتها، مع ما يترتب على ذلك من عواقب طويلة الأمد تتجاوز المنطقة. ولا يجوز السماح بذلك.

سؤال: تعمل بعض الدول على إقامة علاقات مع الحكومة السورية الجديدة، وقد قررت بعضها فتح سفاراته هناك. فهل اتخذت روسيا أي خطوات في هذا الاتجاه؟ وهل تخططون لفتح سفارتكم هناك؟ وهل ستقيمون علاقات معها؟

الجواب: جرى سوء الفهم ما. ربما شاهدتم بعض الأخبار "المزيفة". لم تغير روسيا صفة تمثيلها في سوريا. وتواصل سفارتنا في دمشق عملها. ولم يتوقف عملها.

السؤال: أنكم تقيمون علاقتكم معهم؟

الجواب: تجري روسيا اتصالات مع كافة القوى السياسية الناشطة التي تعلن موقفها بصورة صريحة. لقد تحدثنا عن هذا عدة مرات. أستطيع أن أؤكد هذا مرة أخرى.


Additional materials

  • Photos

Photo album

1 of 1 photos in album