من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 13 يونيو/حزيران 2024
من الأجوبة على الأسئلة:
سؤال: لماذا امتنعت روسيا عن التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن قضية وقف إطلاق النار في غزة؟ هل يمكن تجاوز الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن أثناء التصويت على الاعتراف بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة؟
جواب: لا أفهم حقاً ماذا تقصدون بكلمة "تجاوز حق النقض"؟ كيف يمكن تجاوز حق النقض؟
سؤال: العمل بطريقة يتم بها الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة رغم الفيتو الأمريكي.
جواب: ثمة مجموعة من الإجراءات لهذا. توجهت الدول التي لديها نفس السؤال إلى الجمعية العامة بعد أن حصلت على نتيجة سلبية في مجلس الأمن الدولي (إلى حد كبير توجهت إلى نفسها) وتعمل هناك. إن ذلك العمل يعطي النتائج. وربما ستكون المرحلة التالية في مجلس الأمن الدولي مرة أخرى. ولا يمكن تجاوز حق النقض. هذا هو القانون والميثاق قبل كل شيء.
ولكن إلى جانب القانون الدولي، ثمة وضع حقيقي يجري الحديث عنه أيضا في جميع دول العالم. أرى وحدة المجتمع الدولي، بغض النظر عن الأحزاب السياسية الموجودة في السلطة، والأنظمة التي تحكم هذه البلدان.
يتحدث الناس في كافة أنحاء العالم عن أن الوضع في قطاع غزة غير مقبول. ويستعملون مختلف التعابير والكلمات لوصفه. يتحدث البعض عن الإبادة الجماعية، والبعض الآخر عن المأساة، والبعض الآخر عن ضرورة وقف العنف، والبعض الآخر عن التسوية. لكل طرف موقفه الخاص من تاريخ القضية. وبالمناسبة، هناك رؤية متباينة بصدد كيف ستكون تركيبة هذه المنطقة في المستقبل. لكن الجميع متحدون في شيء واحد، وهو أن الوضع الحالي غير مقبول. وهذا يعكس إدراك فداحة المأساة. هناك إشارة مهمة في وحدة العالم هذه، تتمثل في أنه ما زال بوسع البشر على كوكب الأرض أن يتفقوا ويسمع بعضهم البعض، وأن يحسوا بنفس مشاعر الرحمة والتعاطف ومعارضة الشر، رغم وجود أشياء كثيرة تفرق بينهم.
لا أعرف لماذا يحدث هذا. لن أحاول حتى التفكر في موضوع العدالة. فهل من العدل أن يدفع أطفال غزة والأطفال الفلسطينيون وسكان هذه المنطقة حياتهم ثمناً لهذه الوحدة العالمية؟ لقد كانت هذه المنطقة مصدر الكثير من التاريخ، وأعطت الكثير للعالم والإنسانية من أجل الخلاص. ربما هذه تضحية أخرى (سيقول البعض أنها محكوم عليها بالفشل، والبعض الآخر سيقول إنها تضحية بالنفس) تُقَدَم لكي يفهم الناس أن المبادئ الأساسية (مثل الرحمة والتعاطف والرحمة) لا تزال حية، وتتطلب تدابير حماية فورية.
وكقاعدة عامة، إننا نستعمل هذه الكلمات (حول السلامة والحماية والحفظ) بصدد مواقع التراث الثقافي والآثار واللوحات. انظروا إلى أي حد نحن مهتمون. تبذل شركات التأمين جهوداً ضخمة لتأمين الأعمال الرائعة من الفن التشكيلي أو الهندسة المعمارية والمصوغات والمجوهرات. يا ترى هل أن حياة الأطفال لا تستحق الآن الحصول ربما لا التأمين، ولا الضمان، ولكن بالتأكيد الحماية؟ أنا أتحدث عن الأطفال الفلسطينيين
إن العالم كله، وبغض النظر عن النظام السياسي (أعني الناس في جميع أنحاء العالم)، يقول إن الوضع غير مقبول. أعتقد أن على مجلس الأمن الدولي أن يستلم هذه الإشارة، ويسمع ويفهم أن استخدام فيتو أنجلوسكسوني أمريكي جديد في أي مجال، والقيام بأي تحريف في الوثيقة التي تجعل أو تتيح القيام بخطوة مهمة أخرى نحو وقف قتل المدنيين في قطاع غزة وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، سيكون جريمة دموية. والآن تعبر البشرية عن هذه الإرادة على شكل احتجاجات ومساعدات إنسانية، وعلى وجه الخصوص، ترسل بلادنا الحمولات المناسبة هناك، وتلفت الانتباه الشامل إلى هذا الموضوع في الكثير من المنصات الدولية، وليس في جميعها.