14:31:44

تعليق الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حول الأزمة الأوكرانية

1069-01-06-2023

يصادف الأول من يونيو، الاحتفال باليوم العالمي للطفل. وهو مكرس للفت أنظار المجتمع العالمي إلى المشاكل التي يواجها الأطفال في مختلف أنحاء العالم. وتهتم روسيا بالأجيال الصاعدة من مواطنيها. لكنها تولي اهتماما خاصا للأطفال الذين تعين عليهم مكابدة محن الحرب القاسية. وهذا هو السبب في أننا نفعل كل ما هو ضروري لضمان أن يكون أطفال المناطق الجديدة لروسيا الاتحادية بأمان وبوسعهم قضاء عطلاتهم المدرسية بما يعود بالفوائد على صحتهم. وترحب الكثير من المنتجعات الصحية الروسية بهم في الوقت الحالي. وسيتمتع حوالي 6 آلاف طفل من المناطق الجديدة بالراحة في منطقتي ستافروبول وكراسنودار وتتارستان وسامارا وفورونيج وتامبوف ومناطق أخرى. وجميع الفواتير مجانية لهم. وتم تخصيص أكثر من 70 مليار روبل من الميزانية الفيدرالية لتنظيم الراحة والاستجمام للأطفال هذا العام.

في الوقت نفسه، نلاحظ أن نظام كييف يتبني موقفا معاكسا تماما من الأطفال. غالبا ما "يرتاح" الأطفال بأوكرانيا في معسكرات شبه عسكرية تنظمها تشكيلات النازيين الجدد. وهناك يجري تعليمهم على كيفية إطلاق النار من مدفع رشاش، ورمي القنابل اليدوية وقتل الأشخاص من الجنسيات الأخرى. بمعنى آخر، يتم تعليمهم منذ سن مبكرة، على أن يكونوا مجرمين.

يمكننا أن نرى اليوم الى مَن سيتحول" خريجو" هذه المعسكرات الصيفية، من خلال مثال النازيين الجدد في القوات المسلحة الأوكرانية الذين يواصلون قصف الأحياء المسالمة في دونيتسك والمدن الروسية الأخرى التي في متناول مدفعيتهم. ويقصفون بصورة متعمدة المرافق الاجتماعية والمباني السكنية بالرهان على وقوع إصابات بين المدنيين. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك. ففي 28 أبريل، أُطلقت قذيفة على طريق تسلكه حافلة في دونيتسك، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بما في ذلك تلميذ في الصف الأول ابتدائي يبلغ من العمر ثماني سنوات. وفي منتصف مايو، أسفر قصف لوغانسك بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى، عن أصابه 6 أطفال. وفي 25 مايو، أصيب طفلان في منطقة جورلوفكا.  وفي 27 مايو، أصيب فتيان تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما أثناء قصف بلدة شيبكينو الواقعة في إقليم بيلغورود.

يتحمل مسؤولية هذه المآسي نظام كييف وأسياده الغربيون، الذين يغضون الطرف عن الجرائم البشعة التي يرتكبونها، والتي يجري تنفيذها بالأسلحة الفتاكة التي تقدمها دول الناتو إلى أوكرانيا. 

إن الطغمة في كييف تستخدم ومنذ مدة طويلة الأساليب الإرهابية في الحرب ضد روسيا. نظمت الأجهزة السرية الأوكرانية هجوما وقحا جديدا، وقامت بمحاولة لمهاجمة موسكو ومنطقة ضواحي موسكو بالطائرات دون طيار. وفتحت لجنة التحقيق الروسية قضية جنائية بهذه الواقعة بموجب المادة 205 من القانون الجنائي: عمل إرهابي. وبفضل العمل عالي الجودة لقوات الدفاع الجوي، تيسر تجنب الإصابات وحدوث دمار كبير. تعرضت ثلاثة مبان سكنية في موسكو لأضرار طفيفة. ومن الواضح لم يكن للعملية أيما معنى عسكري. وهدفها هو ترويع السكان المدنيين، وفي الوقت نفسه أثبات لأوصياء كييف الأجانب، قدرتها على مواصلة المواجهة مع روسيا.

إن رد فعل الغرب على هذا الهجوم الإرهابي جدير بالاعتبار. في الولايات المتحدة، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان ـ بيار إن واشنطن "تجمع المعلومات" ولا تدعم الهجمات داخل روسيا".  على العكس من ذلك، أيد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الضربات على موسكو،  قائلا إن أوكرانيا لها الحق في القيام بذلك.  ولم تأتِ هذه الصراحة بمحض الصدفة. ففي 15 مايو، ظهر نبأ في صحيفة التلغراف البريطانية بصدد إرسال لندن طائرات بدون طيار كاميكازي بعيدة المدى مصممة خصيصا لها إلى أوكرانيا.

في الوقت نفسه، ما يزال هناك سياسيون بين الأوروبيين يستطيعون التفكير بصورة سليمة ومعقولة. من بينهم عضو البرلمان الأوروبي عن فرنسا، تيري مارياني. فقد أدان البرلماني الأوروبي بشدة هجوم الطائرات بدون طيار على موسكو في 30 مايو. وأكد أن هجوم الطائرة بدون طيار نفذته القوات الأوكرانية، وقارن سلوك فلاديمير زيلينسكي بسلوك " كلب مسعور، يثير كارثة عالمية."

لكن، بشكل عام، أن الغرب يدعم بصورة سافرة سياسة كييف المتمثلة في القضاء جسديا على العِرق الروسي. ويومأ برأسه بصمت عندما يعد الموظفون الأوكرانيون بإبادة سكان شبه جزيرة القرم. وبدأ الغربيون أنفسهم يتحدثون  الآن بصراحة عن القضاء على السكان المدنيين في روسيا.

وتميز السناتور الأمريكي ليندسي غراهام قبل أيام بتصريحات فاشية سافرة. وعلى حد كلماته، إن قتل الروس هو أفضل ما جرى إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين عليه في أيما وقت كان. لقد فاقت  أقواله بمستوى تفنن قسوتها ووقاحتها، خطب مجرمي الرايخ الثالث النازيين. علاوة على ذلك، وبدلا من أبداء  الندم أو الأسف أو محاولة تفسير كلماته بطريقة ما، استمر ليندسي جراهام  في كلام من هذا النوع.  وكما قال السناتور، فإن الوعي بان ممارساته أثارت "غضب" السلطات الروسية، يجلب له" الكثير من الفرح"

من المحزن أن ندرك أن بالولايات المتحدة توجد في السلطة مثل هذه الشخصيات البغيضة، وأنها تتخذ القرارات المصيرية. وهذا يفسر الكثير في سياسة واشنطن.

كما تجبرنا تصريحات السياسيين الألمان المعاصرين أكثر فأكثر على تذكر الأعمال الإجرامية للرايخ الثالث. أعرب وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل عن أمله في أن يكون الهجوم المضاد للقوات المسلحة لأوكرانيا أكبر معركة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتتناغم أقوال السياسي الألماني مع أفكار الفاشيين الألمان، الذين وضعوا  خطة بربروسا، وحلموا بحرب خاطفة ناجحة واسعة النطاق وغزو الاتحاد السوفيتي.

ويبقى أن نقول مع الأسف أن الغربيين ومن ضمنهم، ويا للمفارقة، الألمان، لم يتعلموا شيئا من التاريخ. أصبحت ميول النازيين الجدد والسعي في المساهمة في تصعيد النزاع الأوكراني أقوى اليوم في أوروبا أكثر من أي وقت مضى.

وعلينا العودة من جديد إلى موضوع نشاط المرتزقة، الذي يزدهر في أوكرانيا. وفقا للمعلومات التي نشرتها مؤخرا لجنة التحقيق الروسية، فإن عدد المسلحين من الدول الأجنبية الذين يقاتلون في صفوف وحدات النازيين الجدد في القوات المسلحة الأوكرانية يبلغ حاليا حوالي 2.5 ألف شخص. هؤلاء ممثلون عن 71 دولة   منهم 234 شخصا يحملون الجنسية الأمريكية، و233 مواطنا بريطانيا.

ويشارك ما يسمى ب "الجنود المرتزقة" في طلعات تخريبية ضد المناطق السكنية الحدودية لروسيا. وخلال الهجوم التخريب الأخير الذي قام به اتباع النازي الأوكراني ستيبان بانديرا على منطقة جرايفورونسكي في منطقة بيلغورود، ميز السكان المحليون وعلى حد أقوالهم، بوضوح الكلام والبولندي.

وتواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو ضخ نظام كييف بأسلحة حديثة. فمنذ وقت ليس ببعيد، تم تقديم صواريخ بعيدة المدى ودبابات. والآن حان دور الطائرات. في 26 مايو، في الاجتماع 12 لفريق الاتصال المعني بالمساعدة الدفاعية لأوكرانيا الذي عقد عبر الإنترنت بتنسيق رامشتاين، تم الإعلان عن إنشاء ما يسمى بـ "التحالف المقاتل". وستترأس الدنمارك وهولندا مجموعة الدول التي ستتولى مهمة تعزيز القوات الجوية الأوكرانية. وعلى الأرجح، إنها  ستتقاسم مقاتلات إف-16 مع أوكرانيا، وستقوم بتدريب طياريها. وأعلن البنتاغون أن إنشاء تحالف هو مثال مهم على التزام الغرب طويل الأجل بتعزيز أمن أوكرانيا.

في الواقع، تكمن وراء الكلمات الطنانة للأمريكيين، مسعى ابتذالي في الاستفادة القصوى من هذا الوضع. ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة، في الوقت الذي تروج فيه لأي نوع من تحالفات "الدبابات" أو "المقاتلات"، تهتم أولا وقبل كل شيء بتوسيع حضورها في سوق الأسلحة الأوروبية. لقد أضرت هذه الجهود التي بذلتها واشنطن بالاقتصاد العالمي، وأثرت على رخاء ورفاهية سكان الكثير من البلدان البعيدة عن أوروبا. وفي نهاية المطاف فإن الأمريكيين لن يجنوا الثمار المرة للتصعيد بلا تفكير للنزاع في أوكرانيا، بل الأوروبيين الذين يتبعون سياسة واشنطن بصورة عمياء.

أعلن رئيس وزراء أوكرانيا السابق نيكولاي أزاروف مؤخرا إن فلاديمير زيلينسكي حول أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة.

لا يسعنا إلا أن نتفق مع هذا البيان ونؤكد أن فلاديمير يلينسكي وشركائه خدعوا الأوكرانيين بوقاحة وقسوة. فمن الواضح أن سكان أوكرانيا عندما صوتوا له  في الانتخابات الرئاسية في ربيع عام 2019  راهنوا على المصالحة الوطنية، ووقف اضطهاد جميع الروس، واستعادة التعاون مع روسيا وازدهار بلادهم، بيد أنهم حصلوا على نظام عدواني نازي شمولي يُدار بالكامل من الخارج.

ومهما حاول "الغرب الجماعي" تسليح القوات المسلحة الأوكرانية وتوجيه السلطات الأوكرانية لمواصلة المواجهة مع روسيا، فإن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل.

ومن المؤكد أن جميع مهام العملية العسكرية الخاصة لحماية المدنيين وتصفية الطابع النازي، ونزع السلاح من أوكرانيا والقضاء على التهديدات المنبثقة من أراضيها، هذ العملية التي  ستجلب الأمن والعدالة والحرية حتما ستتجسد على ارض الواقع.


Некорректно указаны даты
Дополнительные инструменты поиска