الإحاطة الإعلامية للمتحدثة الرسمية في وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا موسكو، 14 شباط/فبراير 2025
سؤال: إلى أي مرحلة وصلت المفاوضات الروسية مع السلطات السورية الجديدة؟ ما هي شروط السلطات السورية الجديدة من أجل الحفاظ على القواعد العسكرية الروسية، وهل هذه الشروط مقبولة بالنسبة لروسيا؟
الجواب: لقد أكدنا مراراً أننا ملتزمون بتنمية مستمرة للعلاقات الروسية السورية بشكل فعّال في مختلف المجالات. إذ تهدف اتصالاتنا مع الجانب السوري إلى تحديد الفرص المتاحة في مجال التعاون الثنائي في المرحلة الحالية. وبالفعل يتم مناقشة مسألة الحفاظ على الوجود العسكري الروسي في الجمهورية العربية السورية.
أعتقد أنه في هذه المرحلة، من الضروري الامتناع عن الإدلاء على العلن بأي تصريحات مفصلة، بينما يتم تنفيذ هذا العمل.
سؤال: ما هو موقف روسيا من المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل وحماس، وكذلك من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حماس؟
الجواب: أستطيع أن أكرر موقفنا المبدئي. نحن ننطلق من حقيقة أن الالتزام الصارم بما تم التوصل إليه يشكل عاملاً أساسياً في سياق آفاق عودة الوضع إلى طبيعته في قطاع غزة وفي منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام.
لا أريد أن أقدم أي تقييمات مبدأية لنتائج تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تنتهي في الثاني من مارس/آذار المقبل. لا يزال هناك خلل واتهامات متبادلة حتى الآن. ولكن بطريقة أو بأخرى لم يتم الإعلان عن انتهاء العمل به. وبحسب المعلومات المتوفرة، جرت اتصالات غير مباشرة جديدة بين وفدين من حركة حماس وإسرائيل في الدوحة هذا الأسبوع. ويبدو أن هذا التواصل يمكن اعتباره استمراراً لعملية التفاوض. نأمل أن تؤدي نتائجه إلى إبرام اتفاقات حقيقية بشأن وقف مستدام لإطلاق النار في غزة، وفتح الطريق أمام التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.
سؤال: أعربت موسكو مراراً عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في غزة. كيف تقيم روسيا الوضع وما هي الخطوات التي تتخذها لحل الأزمة الإنسانية؟ هل قدمت روسيا أو تخطط لتقديم أي مساعدة لغزة، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي شكل؟
الجواب: لقد تم وصف الوضع في غزة على إنه كارثة إنسانية غير مسبوقة في حجمها وعواقبها. إذ تجاوز عدد القتلى والجرحى والمفقودين من سكان غزة 160 ألف نسمة. وقد أدى الوضع إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون نسمة (أي حوالي 90% من السكان).
خلال العمليات القتالية، تم تدمير البنية التحتية المدنية في قطاع غزة بشكل كامل تقريبًا. وبحسب تقديرات الخبراء فإن معظم هذه الأراضي سوف تظل غير صالحة للسكن لسنوات عديدة، حتى على المستوى الأدنى المقبول. أعتقد أنكم اطلعتم على تقييمات العلماء والخبراء.
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، إلا أنه لا تزال هناك انقطاعات خطيرة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ونتيجة لذلك، يعاني السكان الباقون هناك من سوء التغذية، وانعدام القدرة للحصول على الخدمات المنزلية والطبية الأساسية، وانتشار الأمراض.
لقد كانت روسيا من بين تلك الدول التي استجابت بسرعة للمحنة التي تعرض لها سكان القطاع. حيث تم من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، تسليم مصر أكثر من 800 طن من البضائع لأغراض مختلفة عن طريق طائرات وزارة الطوارئ الروسية بهدف إيصالها لاحقًا إلى القطاع الفلسطيني المحاصر عبر جمعية الهلال الأحمر المصري. وأود أن أشير بشكل خاص إلى أنه إلى جانب المؤسسات الحكومية، شاركت العديد من المنظمات غير الحكومية والعامة الروسية، بالاضافة إلى الأفراد، بشكل فعّال في تشكيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين. والعمل في هذا الاتجاه مستمر وسيستمر في المستقبل.
سؤال: أود أن أستوضح موقف وزارة الخارجية الروسية من خطط دونالد ترامب الرامية لترحيل مليوني شخص من قطاع غزة وبناء ما يسمى "الريفييرا" على أنقاض غزة. ربما حان الوقت لأن يتوجه الفلسطينيون إلى بعض منظمات حقوق الإنسان المعنية بالشؤون الإنسانية؟ كالأمم المتحدة، المحكمة الجنائية الدولية، منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش.... الخ؟
الجواب: أنتم توجهون سؤالكم لوزارة الخارجية الروسية. ربما يتعين عليكم التواصل مع الممثلين المعتمدين لفلسطين بشأن الجزء الثاني من هذا السؤال.
أما بالنسبة لخطط إعادة التأهيل وإعادة البناء. لا أعرف أي "فعل" أختار، خاصة وأن قطاع غزة أصبح في حالة خراب حقيقي. وهنا لا تصلح كلمة "إعادة التأهيل" - فحجم الدمار كبير لدرجة أن كلمة "إعادة الإعمار" غير مناسبة.
إن كافة الخطط المتعلقة بمستقبل غزة يجب قبل كل شيء أن تتوافق مع رغبات سكان المنطقة أنفسهم ومع القرارات القانونية الدولية التي تم اتخاذها بالفعل. علماً أنه لم يتم إلغاء هذه القرارات من قبل أي أحد.
سؤال: مع خسارة مكانتنا السياسية في سورية، هل يمكن أن يتقلص حجم المساعدات العسكرية التقنية للدول الأفريقية، وما هي الخطوات التي يمكن لروسيا أن تقترحها واتخاذها لمنع إضعاف مستوى تعاون روسيا مع الدول الأفريقية؟
الجواب: لا أستطيع الموافقة على تقييمكم للوضع في سورية واعتبار ما جرى هو خسارة للمواقع الروسية. دعونا أولاً أن ندرك ونتفق أن الحديث عن خسارة أو تعزيز المواقع في دولة معينة هو أمر غير صحيح من حيث المبدأ لعدد من الأسباب. لأنه ستظهر على الفور حجة لتوجيه أصابع الاتهام بالتدخل في الشؤون الداخلية أو ابتكار ذريعة ما على سبيل المثال انتهاك القانون الدولي.
أعتقد أننا هنا بحاجة إلى الحديث عن تاريخ العلاقة والآفاق والفرص المتاحة. الجانبان يشيران إلى اهتمام بلدينا بصياغة أجندة واسعة النطاق لتنمية العلاقات الثنائية، وهذا ما تم التأكيد عليه بما في ذلك من خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة على أعلى مستوى.
أما فيما يتعلق بتراجع التعاون مع الشركاء الأفارقة، فأعتقد أنه لا يوجد مبرر للحديث عن مثل هذا الاتجاه. نحن قمنا بتاريخ 4 شباط/فبراير من هذا العام بتأسيس إدارة الشراكة مع أفريقيا. وأنا رأيت رد فعل الدول الغربية، لقد كان أقرب إلى الذعر. يمكنني القول أن التعاون الروسي الأفريقي وصل إلى مستوى نوعي جديد. وقد قدمت القمتان الأولى والثانية بين روسيا وأفريقيا، وكذلك المؤتمر الوزاري الأول الذي عقد وفق هذه الصيغة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دفعة قوية لتحقيق هذا الهدف. نحن نعمل بشكل فعّال على التنفيذ العملي للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، على أساس خطة العمل المشتركة لمنتدى الشراكة روسيا – أفريقيا للفترة 2023-2026.
نحن نتحدث أيضًا عن فتح السفارات. في بعض الدول يجري العمل بالفعل على فتحها، وفي بلدان أخرى يتم إعادة فتحها من جديد، لأنها كانت خارج الخدمة لبعض الوقت.
أما فيما يتعلق بالمجال العسكري-التقني، نواصل تقديم المساعدة في تعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للدول الأفريقية، ونحن نطلعكم بشكل منتظم عن هذا العمل. ولهذا لا أوافق قطعاً مع صياغة هذا السؤال.