كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف خلال اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا - العالم الإسلامي» مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، موسكو، 6 مارس/ آذار 2023
مارات شاكيرزيانوفيتش المحترم،
رستم نورغاليفيتش المحترم،
سيداتي سادتي الأعزاء
أصحاب السعادة، الزملاء، الأصدقاء،
يسرني أن أرحب بالمشاركين في اجتماع رئاسة مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا - العالم الإسلامي» مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وممثلي السلطات الاتحادية والإقليمية، ورؤساء الجمعيات الدينية.
تحافظ روسيا - أكبر قوة أوروبية آسيوية، دولةـ حضارة - على علاقات طيبة وصادقة ومتبادلة الاحترام مع دول العالم الإسلامي. ويندرج تعزيز تلك العلاقات اللاحق بين الأولويات الثابتة للسياسة الخارجية. ويجمعنا الالتزام بالتنوع الثقافي ـ الحضاري لشعوب كوكبنا، وفي حقها في تقرير سبيل تطورها السياسي والاجتماعي ـ الاقتصادي. وندعو مع أصدقاءنا من البلدان الإسلامية إلى إقامة نظام عالمي أكثر عدالة وديمقراطية ومتعدد الأقطاب، على أساس مبادئ ميثاق منظمة الأمم المتحدة. ونرفض القيم الليبرالية المتطرفة التي يفرضها "الغرب الجماعي" بقوة.
إن هذا العام رمزي بوجه خاص لنا. إذ ألقى رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين قبل 20 عاما، خطابا تاريخيا في مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا. حينها تحدث الزعيم الروسي عن تطوير علاقات بلادنا مع العالم الإسلامي في شكل جديد نوعياً . ومُنحت روسيا صفة المراقب لدى هذه الرابطة الدولية المحترمة. وبذلك، أرسينا أسس شراكتنا، الهادفة إلى السعي المشترك لإيجاد ردود مناسبة على تحديات العصر العديدة.
لقد غدت مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا ـ العالم الإسلامي"، التي تأسست في عام 2006 ، برئاسة رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، محور آلية الحوار المشترك والترويج للمشاريع الواعدة ذات المنفعة المتبادلة، وعلى مدى السنوات الماضية، أُطلق في إطارها العديد من المبادرات المفيدة، التي هدفت إلى المساعدة في تعزيز أجواء الصداقة والثقة والتفاهم المتبادل بين دولنا وشعوبنا.
واليوم يسهم الدعم الاجتماعي الواسع، بما في ذلك من دوائر الأعمال والجمعيات الدينية ومنظمات الشباب ورجال العلم والشخصيات الثقافية، في التطوير اللاحق للتعاون. وتؤدي مناطق روسيا، حيث عاش المسلمون تاريخيا في وئام وسلام مع ممثلي الأديان الأخرى، قسطها المهم في الجهود المشتركة.
وكما قال مارات خوسنولين للتو، سيفتتح في نهاية مايو في قازان، المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: Kazanforum'، والذي وصل إلى المستوى الفيدرالي. وسيعقد بالتزامن مع الاجتماع الخاص لفريق الرؤية الاستراتيجية. وآمل أن ينقل الزملاء المحترمون - سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي - إلى رئاساتهم المعلومات المتعلقة بالفعالية المقبلة، وأن يعملوا بكل ما في وسعهم لضمان نجاحها.
ونحن ننتظركم مع الوفود الممثلة لبلدانكم في عاصمة تترستان المضيافة.