Королевство Саудовская Аравия
كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، وردوده على أسئلة وسائل الإعلام بصدد نتائج المحادثات مع ممثلي الإدارة الأمريكية، الرياض، 18 فبراير 2025
نود أن نعرب عن امتناننا للقيادة السعودية لإتاحتها الفرصة لعقد اجتماع بين ممثلين روس وأمريكيين. وقد تم نقلنا هذا التقدير شخصيًا إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلة معه حضرها مساعد الرئيس يوري أوشاكوف وأنا.
ركزت مناقشتنا، التي استمرت لمدة ساعة تقريبًا، على علاقاتنا الثنائية وأهمية ضمان، إن لم يكن الإجماع الكامل (وهو أمر غير قابل للتحقيق)، فعلى الأقل استعداد القوى الكبرى للحفاظ على حوار طبيعي ومهني في أي ظرف من الظروف. وهذا يستلزم الاستماع إلى بعضنا البعض، والتعلم من الأحداث الجارية، وتجنب الصراعات والأزمات.
وقد انعكس هذا الموقف الذي تبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في جوهره، في مفاوضاتنا مع الوفد الأمريكي. في بداية المناقشة، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على الأهمية الأساسية لاسترشاد كل دولة بمصالحها الوطنية في العلاقات الدولية. وقد اتفقنا تمامًا على هذا، جنبًا إلى جنب مع الفهم بأن هذه المصالح الوطنية لن تتطابق دائمًا. ولكن عندما تتباعد، فمن الضروري إدارة هذه الاختلافات، وعدم تركها للصدفة، وبالتأكيد عدم إثارة المواجهات، سواء كانت عسكرية أو غير ذلك.
وعندما تتطابق المصالح الوطنية، فلا بد القيام بكل شيء لتوحيد الجهود في هذه المجالات وتنفيذ المشاريع ذات المنفعة المتبادلة في المجال الجيوسياسي وفي الشؤون الاقتصادية.
لقد كانت المحادثة مفيدة جدًا. لم نستمع فقط، بل وسمعنا بإمعان لبعضنا البعض الآخر. ولدي ما يجعلني أعتقد أن الجانب الأمريكي أصبح يفهم موقفنا بصورة أفضل، وهو الموقف الذي عرضناه مرة أخرى بالتفصيل على أساس خطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكثيرة، مشفوعا بالأمثلة الملموسة.
بخصوص الاتفاقات التي تم التوصل إليها. إن الأمر الأول، وربما الأكثر إلحاحاً، وخاصة ليس الأكثر صعوبة، هو ضمان تعيين سفيرين روسي لدى الولايات المتحدة وأمريكي لدى روسيا في أقرب وقت ممكن. وأيضًا إزالة العقبات التي وضعت على مدى سنوات طويلة، وبالدرجة الأولى من قبل إدارة جو بايدن في السنوات الأربع الماضية، أمام توجه بعثاتنا الدبلوماسية، مما أدى إلى تعقيد عملها بشكل جاد: عمليات الطرد التي لا نهاية لها لدبلوماسيتينا، التي أجبرنا على الرد عليها، والمشاكل المستمرة المتمثلة في الاستيلاء على عقاراتنا، وأكثر من ذلك بكثير.
ومن بين هذه القضايا، على وجه الخصوص، هي مشكلة التحويلات المصرفية، ومحاولات تقيديها. نحن بطبيعة الحال نرد بالمثل. واتفقنا على أن نوابنا سينظمون اجتماعا في المستقبل القريب للنظر في ضرورة إزالة هذه "الحواجز" المصطنعة في عمل السفارات والمؤسسات الأجنبية الأخرى لروسيا في الولايات المتحدة والولايات المتحدة في روسيا. علاوة على ذلك، فإنهم سيحاولون عدم التركيز على مظهر محدد من مظاهر هذه "العقبات"، بل التعامل معها بشكل منهجي من أجل وضع حد نهائي لهذه المضايقات التي تعيق حقًا تطور العلاقات اليومية الطبيعية.
والاتفاق الثاني. اتفقنا على أنه سيتم تشكيل "عملية لتسوية الأزمة الأوكرانية" في المستقبل القريب. وسيعلن الجانب الأمريكي عن مَن سيمثل واشنطن في إطار هذا العمل. وبمجرد أن نتعرف على اسم ومنصب الممثل المعني، وكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإننا سنعين على الفور مَن سيشارك من جانبنا في هذه العملية.
ثالثا، بالمعنى المفاهيمي الواسع، يتعين علينا وبالتوازي مع تقدم العمليات المتعلقة بتسوية الأزمة في أوكرانيا، أن نعمل في ذات الوقت على تهيئة الظروف لاستئناف تعاوننا بصورة كاملة وتوسيعه ليشمل مختلف المجالات.
ابدى الجانب الأمريكي اهتماما كبيرا (ونشاركه) باستئناف المشاورات بشأن القضايا الجيوسياسية، بما في ذلك النزاعات المختلفة في مختلف أنحاء العالم حيث ثمة مصالح للولايات المتحدة وروسيا.
وأعرب الجانبان عن اهتمام كبير بإزالة الحواجز المصطنعة التي تعترض تطوير التعاون الاقتصادي ذي المنفعة المتبادلة. وحضر رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل دميترييف، في اجتماعنا اليوم لمناقشة الجوانب الاقتصادية. وقد طرح بعض المشاكل التي يمكن تسويتها بسرعة إلى حد ما، لمصلحة كل من روسيا والولايات المتحدة.
سؤال: أُعلنت الإن تقييمات مختلفة، ومعظمها إيجابية. وقد وردت من الجانب الأمريكي أيضًا. في أي مسار تيسر لكم التقارب أكثر مع مواقف الولايات المتحدة، على المسار الروسي ـ الأمريكي أم على المسار الأوكراني؟ هل تيسر وضع أسس لقاء بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة؟ ما هي الخطوات التالية؟ هل سيكون لديكم أي اجتماعات في المستقبل القريب؟ قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن التنازلات ستكون مطلوبة من الجميع على المسار الأوكراني. هل هناك أي فهم للتنازلات التي سوف يتعين تقديمها على وجه التحديد؟
لافروف: فيما يتعلق بالقضايا التي تمكنا من التوصل إلى تفاهم متبادل بشأنها. هذا لا يعني بالضرورة تقارب المواقف. لقد تحدثت عن هذا. أما من الناحية العملية، فقد اتفقنا على ضرورة حل مشكلة عمل بعثاتنا الدبلوماسية مرة والى الأبد. وهناك رغبة متبادلة في إيجاد حلول ملموسة لحوارنا بشأن الشؤون الدولية والعلاقات الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، فقد أشرت إلى الاتفاق على أن يقوم الجانب الأمريكي بتعيين ممثل له. ونحن سنرد بالمثل. ستبدأ المشاورات بعد ذلك. وستكون ذات طبيعة منتظمة.
لقد اجتمعنا بناء على قرار رئيسي روسيا والولايات المتحدة اللذين اتفقا على إجراء الأعمال التحضيرية للقمة المقبلة. وتحقيقاً لهذه الغاية، صدرت تعليمات لوزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي بالاجتماع والنظر في ما يجب العمل عليه قبل أن يبدأ الرئيسان في الاتفاق على موعد وإطار زمني محدد للقمة.
سؤال: بعد انتهاء الاجتماع مباشرة، ترددت الكثير من المعلومات، نقلاً عن بعض المصادر المقربة من العملية الدبلوماسية، عن وجود "خطة ثلاثية" بشأن أوكرانيا. وافقت، عليها كما زُعم، روسيا والولايات المتحدة، ما مدى صحة ذلك؟
لافروف: فيما يتعلق ب "الخطة المتكونة من ثلاث نقاط". لم اطلع على هذه المعلومات أو التقارير. وعندما ألقيت اليوم نظرة خاطفة على الأخبار، وجدت إشارة إلى تصريح وزير الخارجية البولندي رادك سيكورسكي، الذي تحدث في مكان ما "على هامش مؤتمر ميونيخ" بإنه التقى مع ممثل الولايات المتحدة كيث كيلوغ. وأطلعه على خطة ما للتسوية. ولم يذكر هناك ما إذا كانت من ثلاث نقاط أو أربع نقاط. لكن رادك سيكورسكي، قال في تعليقه على الخطة، إنه لا يستطيع الكشف عن التفاصيل وإن " الخطة غير تقليدية لكنها قد تكون مثيرة للاهتمام" سألت اليوم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومايكل والتز عن معنى ذلك. فأجابا بأنها تقارير مزيفة.
سؤال: قبل هذا الاجتماع، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية استبيانًا إلى الاتحاد الأوروبي تسأل فيه عما يمكن أن تقدمه أوروبا من ضمانات أمنية لأوكرانيا. وهناك سؤال عن إدخال وحدة عسكرية إلى الأراضي الأوكرانية. ما موقف موسكو حيال ذلك؟
لافروف: لقد ذكرت المعلومات "العائمة" التي طرحها الأمريكيون على الاتحاد الأوروبي من أجل فهم أفضل لما سيقوم به الاتحاد الأوروبي، وكيف يمكن للأمريكيين أن يكونوا مفيدين أو مشاركين.
ولقد تحدثت أيضا بشأن موضوع النشر المحتمل لقوات ما مسلحة لحفظ السلام، كما زُعم بعد أن تتم تسوية النزاع أو يتم التوصل إلى اتفاق، إن الجانب الأمريكي كما هو مذكور في هذه الورقة، يهتم من زاوية أي بلدان مستعدة لتقديمها. ومن الواضح أن السؤال موجه إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وأوضحنا لشركائنا في الحوار اليوم أننا لاحظنا جيدا أن الرئيس دونالد ترامب هو أول زعيم غربي يصرح بوضوح في عدة مناسبات بأن جر أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كان أحد الأسباب الرئيسية لما يحدث الآن، وأن هذا كان أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها بايدن وإدارته، وأنه لو كان ترامب رئيسًا، لما سمح هذا أبدًا.
وفي هذا الصدد، أوضحنا لزملائنا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد مرارا أن توسع الناتو ودمج أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي يشكل تهديدا مباشرا لمصالح روسيا الاتحادية وسيادتنا. ولذلك، فإن ظهور قوات من دول الناتو، ولكن تحت علم أجنبي، أو تحت علم الاتحاد الأوروبي أو تحت أعلام وطنية، لا يغير شيئاً في هذا الصدد. وهذا غير مقبول.
سؤال: هاجمت القوات المسلحة الأوكرانية عشية المفاوضات، محطة ضخ كروبوتكينسكايا في كوبان التي يتدفق عبرها النفط، بما ذلك الذي يعود لشركات من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية وغيرها. هل هذه محاولة من جانب زيلينسكي لإرسال "علامة سوداء" بترامب على خلفية اتصالاته مع روسيا؟
. لافروف: فيما يتعلق ما السبب وراء النزوة الجديدة المتمثلة في الهجوم على البنية التحتية للطاقة التي في الواقع طالت كازاخستان. من الممكن ذكر أسباب عديدة والتكهن بدافع ذلك الأمر الذي أصدره أحد ما في كييف. ولكن ينبغي أن يعزز هذا الرأي لدى الجميع بأن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، وأن هذا الفرد وفريقه بأكمله لابد وأن يخضعوا للمساءلة.
وبالمناسبة، قال زملاؤنا الأمريكيون اليوم إنه ربما يجري فرض حظر على الهجمات على منشآت الطاقة. فأوضحنا لهم بأننا لم نعرض أبدا أنظمة إمدادات الطاقة للسكان للخطر، وأن أهدافنا كانت فقط تلك المرافق التي تخدم القوات المسلحة لأوكرانيا بشكل مباشر.
واعدنا الذاكرة إلى أنه حتى كجزء من المناقشات حول الاستئناف المحتمل لاتفاق البحر الأسود، طرحت مسألة حماية منشآت الطاقة مع الوسطاء الأتراك. وأعربنا عن استعدادنا لمناقشة الإجراءات، ولكن بعد ذلك رفض فلاديمير زيلينسكي بنفسه القيام، ذلك.
سؤال: هل إن تصريحات عدد من دول الاتحاد الأوروبي بصدد رغبتها في أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات، ترتبط ببياناتهم الأخرى بشأن الحقوق التاريخية في الأراضي الأوكرانية؟
لافروف: لا أعرف. لكن يجري مثل هذا الحديث. وتحدث الساسة في رومانيا عن هذا مؤخرا. لن أخمن.
سؤال: قال فلاديمير زيلينسكي أمس إنه لن يعترف بنتيجة المباحثات بين الولايات المتحدة وروسيا. ما برأيكم، مدى أهمية مشاركة فلاديمير زيلينسكي نفسه في المباحثات لتحقيق السلام؟ وهل يفترض المشاركة في هذه العملية؟
لافروف: ليست هناك حاجة للدخول في التفاصيل هنا، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القى الضوء بتفصيل كبير على الموضوع مؤخرا في مقابلته مع بافيل زاروبين.
سؤال: من الواضح للكثيرين أن محاولات جدية تبذل "لنسف" تسوية واستئناف العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. ماذا يجب على روسيا القيام به لمنع محاولات "النسف" هذه، كي " تحمي العملية"؟ واليوم بعد أربع ساعات ونصف المباحثات الثنائية مع الأميركيين، هل تعتقدون أن إرادتهم لاستعادة العلاقات مع روسيا صلبة؟
لافروف: من أجل الحيلولة دون "نسف" تسوية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، من الضروري تسويتها. وهذا ما نقوم به اليوم. وبصراحة، ليس بدون نجاح.
لم نناقش كل ما لا يزال يفرقنا. لكن الرئيسين حددا أثناء محادثتهما الهاتفية المقاربة المفاهيمية لمواصلة العمل.
لقد شعرنا بتصميم تام وموقف ملموس من زملائنا الأمريكيين، لدفع هذه الحركة إلى الأمام بنشاط، كما كلفنا رؤساؤنا. وسوف نشارك نحن أيضاً في هذه الجهود.