20:10:00

مقابلة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للفيلم الوثائقي " جسور إلى الشرق"، موسكو، 31 أغسطس/ آب 2024

1601-31-08-2024

 

سؤال: تصادف هذا العام مناسبات الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية. ومن بينها سوريا. بيد أن العلاقات التاريخية بين موسكو ودمشق أعمق من ذلك بكثير. كيف تصفون علاقاتنا مع هذا البلد من منظور الزمن ويومنا الحالي؟

لافروف: قامت العلاقات الدبلوماسية الرسمية في يوليو 1944، عندما كانت الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية تقتربان من نهايتهما الحتمية.

وأنكم على حق في أن العلاقات التجارية والثقافية، وكذلك عن طريق الأوساط الدينية، أقيمت قبل ذلك بكثير. لكنها اكتسبت طابعا رسميا في يوليو 1944. ومنذ ذلك الحين، قدمنا ​​مساعدة جادة في تشكيل الجمهورية العربية السورية كدولة مستقلة. كما قمنا بالنسبة للدول العربية والأفريقية والقارات الأخرى.

تم في سوريا إنشاء قاعدة صناعية من الصفر تقريبا. وقام الاتحاد السوفيتي ببناء حوالي 80 مؤسسة، ومد حوالي 2 ألف كيلومتر من السكك الحديدية و4 آلاف كيلومتر من خطوط الكهرباء.

وبطبيعة الحال، كان تدريب الكوادر الوطنية مساهمة لا تقل أهمية في تطوير الدولة السورية. فقد تلقى عشرات الآلاف من السوريين تعليمهم في الاتحاد السوفيتي وما زالوا يتلقونه في روسيا الاتحادية. وهم يشكلون العمود الفقري للنخبة الوطنية في مجالات الصناعة والتعليم والعلوم.

ونواصل العمل في هذا الاتجاه لدعم الشعب السوري وجهوده للتغلب على الوضع الحالي. وقررت الولايات المتحدة في عام 2011، بعد تدمير العراق وليبيا، بأعمالها العدوانية، إعداد نفس المصير للشعب السوري. وقد اعترضنا بشدة على تكرار هذه الأعمال. وبقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أرسلنا في عام 2015، وحدة من قواتنا المسلحة لحماية الجمهورية العربية السورية من العدوان السافر.

إن تشكيل الدولة الإسلامية "داعش " التي هددت حقا وجود سوريا، كان بالذات نتيجة للعدوان الأمريكي على العراق والإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

وعندما دخلت القوات المسلحة الروسية إلى هناك في عام 2015، كان تنظيم داعش عند مشارف دمشق، وكانت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تتصرف كما يحلو لها في شرق سوريا. لقد قمنا بإحلال الاستقرار. ومنذ ذلك الحين عادت معظم أراضي الجمهورية العربية السورية إلى سيطرة السلطات الشرعية. ونحن نواصل العمل، بالتعاون الوثيق مع القيادة السورية، لحل المشاكل المتبقية.

وقام رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد في يوليو من هذا العام بزيارة جديدة لموسكو. وجرى أثناء المباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناقشة قضايا ملموسة تتعلق بمواصلة تطوير التعاون الثنائي وتحركاتنا المشتركة في المنطقة. إنني على اتصال مع زميلي وزير خارجية الجمهورية العربية السورية فيصل المقداد، الذي التقيت به آخر مرة في شهر مايو من هذا العام في موسكو. وهناك العديد من القضايا، ولكن لدينا رغبة مشتركة لحلها بما يخدم مصلحة الشعب السوري والدولة السورية.

سؤال: لا تخضع في الوقت الحالي كامل أراضي البلد لسيطرة الحكومة السوية. وهذا يخص المناطق الرئيسية الغنية بالنفط. ما هو الحل في هذا الوضع، وكيف يؤثر وجود القوات الأمريكية في سوريا عليه؟

لافروف: إن القوات الأمريكية تؤثر بشكل مباشر على هذا الوضع هناك. علاوة على ذلك هذا هو السبب الرئيسي لما ترتب في منطقة ما وراء الفرات على الضفة الشرقية لنهر الفرات وفي الجنوب الشرقي، حيث أنشأ الأمريكيون حول قاعدة التنف منطقة عازلة بقطر 55 كلم، وأعلنوا تواجدهم  بمنزلة "مراقب ومسيطر" وكإجراء وقائي يهدف إلى منع انتشار نفوذ "الدولة الإسلامية".

وهذا كله  "مكر". فالأميركيون لا يقومون بأي مهمة في مجال مكافحة الإرهاب. إنهم يعملون بنشاط كبير على إنشاء شبه دولة هناك. إن مفعول العقوبات القاسية، بما في ذلك قانون قيصر "الخانق"، التي فرضتها الولايات المتحدة على كامل الأراضي السورية التي تسيطر عليها السلطات السورية المشروعة، لا تسري على الأراضي التي يسيطر عليها الأميركيون. علاوة على ذلك، يتم استثمار الأموال هناك. وتوجد هناك أغنى رواسب النفط والغاز، والأراضي الزراعية الأكثر خصوبة والتي يتم استغلالها بلا رحمة. ويصدر الأمريكيون واتباعهم النفط، والغاز، والحبوب، وبيعها. ولا تدخل هذه الأموال إلى خزينة الدولة السورية، بل تُستخدم لمواصلة الترويج للانفصال وإنشاء شبه الدولة.

ومن المحزن أن الأميركيين جروا الأكراد إلى "لعبتهم"، محاولين وضع ان عليهم. ووقعت أكثر من مرة اشتباكات بين القوات الكردية وتشكيلات القبائل العربية التي عاشت في هذه الأراضي منذ قرون. ويريد الأميركيون الآن أن يأخذوا جزءاً من هذه الأراضي لمشروع شبه دولتهم. ينبغي على الأكراد أن يدركوا أن مستقبلهم لا يزال يكمن في سوريا الموحدة. ويجب ألا يعقدوا الأمل على أن الأمريكيين سيمدون يد المساعدة لهم، بل على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية، والاتفاق على تلك الحقوق التي يجب حصولهم عليها كأقلية. لقد جرى مثل هذا الحوار. وقد ساعدنا عليه.

ومن ثم أقنع الأمريكيون الأكراد أن تصعيد المواجهة مع الحكومة أفضل من التعاون معها. وفي اتصالاتنا مع زملائنا الأكراد، نذكرهم بالمصير الذي حل بالقيادة الأفغانية، التي قررت أيضا الاعتماد ليس على شعبها، وليس على الحوار الوطني، ولكن على وعود الولايات المتحدة – لقد تخلوا عنها بين عشية وضحاها، وطاروا وتركوها "تجر أذيال الخيبة"، ويحدوني الأمل بأن يستوعب شركاؤنا الأكراد هذا الدرس التاريخي لبلد قريب من سوريا وأن يعودوا إلى طريق الحوار الوطني والاتفاق مع دمشق على شروط العيش في دولة سورية موحدة.

سؤال: جرى مؤخرا  الإعلان في وسائل الأعلام عن إمكانية انعقاد لقاء بين رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وكذلك عن استعادة العلاقات الثنائية. ما هو دور روسيا في هذه العملية؟ وما هي آفاق هذه التسوية اليوم، بعد تصريح بشار الأسد الأخير بصدد عدم إحراز تقدم في هذا الاتجاه؟

لافروف: العامل التركي هو أيضا أحد العوامل  المرتبط بوحدة أراضي  الجمهورية العربية السورية، لأن القوات التركية تسيطر على منطقة "خفض التصعيد في إدلب".

وكان ذلك في عام 2019 من أجل سحق التحالف الإرهابي، المسمى "جبهة النصرة" (يسمى الآن هيئة تحرير الشام) الذي عبث في المنطقة. واخذ الأتراك بدون مشاكل على عاتقهم  "تهدئة" هذه المنطقة.  وتوصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2019-2021 إلى اتفاقات (مع الأخذ في الاعتبار وجود وحدتنا العسكرية في سوريا)، تتيح التحرك على طريق إخراج الإرهابيين من هذا الجيب واستبدالهم في المناطق السكنية ذات الصلة بسلطات تكون مستعدة لإجراء حوار مع الحكومة.

وكان هناك اتفاق يقضي بفتح طريق إم 4، التي يتيح بربط دمشق بالجزء المركزي من سوريا. وسُجل كل هذا على الورق، لكنه يا للأسف جرى تنفيذ هذا ببطيء شديد. وتبين أن تهديد هيئة تحرير الشام أكثر خطورة مما كان متوقعا، لكننا نحث زملاءنا الأتراك على الوفاء بالتزاماتهم.

ويؤكد رئيس الجهورية التركية رجب طيب أردوغان ووزرائه باستمرار أنهم يحترمون وحدة أراضي سوريا وإن وجودهم في هذه المنطقة مؤقت حتى يتم حل المشكلة الإرهابية.

 وقد نصت جميع الوثائق المعتمدة في إطار صيغة أستانا على هذه الالتزامات، بوضوح. وتشمل صيغة روسيا والجمهورية التركية وجمهورية إيران الإسلامية، وهي الصيغة التي تتمتع بآفاق واسعة للمساعدة في حل المشاكل المتبقية في الجمهورية العربية السورية. لكن في الوقت الحالي، ونظراً لأن الجمهورية التركية تعمل في "منطقة خفض التصعيد بإدلب"، وتنفذ أيضاً هجمات منفصلة ضد المتطرفين الأكراد الذين يحاولون إثارة المشاكل لها على الحدود مع الجمهورية العربية السورية، فإن دمشق تشعر بقلق شديد من إعادة العلاقات مع أنقرة.

تمكنا في العام الماضي، وبجهود كبيرة من وزارتي الخارجية والدفاع، من عقد اجتماعات بمشاركة كل من وزارتي الدفاع والخارجية والخدمات الخاصة. وحاولنا هناك بحث الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية. وشارك في هذه الاجتماعات ممثلون عن سوريا، والجمهورية التركية وروسيا، وإيران. وتشكلت صيغة أستانا زائد الجمهورية العربية السورية. وكان الاجتماع مفيدا. ولم نستطع الاتفاق على كيفية المضي لاحقا. وترى الحكومة السورية أنه من أجل مواصلة هذه العملية، من الضروري اتخاذ قرار واضح بشأن إجراءات الانسحاب النهائي للوحدات التركية من الجمهورية العربية السورية. إن الأتراك مستعدون لذلك، ولكن لم يتيسر الاتفاق حتى الآن على معايير محددة. والكلام يدور عن عودة اللاجئين، وعن التدابير اللازمة لتصفية التهديد الإرهابي، الأمر الذي سيجعل بقاء الوحدات التركية غير ضروري. ويجري العمل على كل هذا.

الآن ننطلق من التوجه للتحضير لاجتماع آخر. أنا على قناعة من أنه سينعقد في المستقبل المنظور. ونحن مهتمون بتطبيع شركائنا في دمشق وأنقرة علاقاتهم. علاوة على ذلك، ارتبط القادة الحاليون لتركيا وسوريا بعلاقات شخصية دافئة وحتى 2010-2011، قبل بداية "الربيع العربي". أعتقد أن هذا سيلعب أيضا دورا إيجابيا.

 سؤال: الدولة الأخرى التي نحتفل معها في عام 2024 بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية هي لبنان. كيف تطورت العلاقات الروسية اللبنانية؟

  لافروف: كان كل شيء متشابهاً. لأن الاتحاد السوفييتي رافق " سلسلة الاعتراف" بهذا للدول العربية بتقديم مساعدات واسعة للغاية في إقامة الاقتصاد الوطني والصناعة والبنية التحتية الاجتماعية ونظام التعليم.

أقيمت العلاقات الدبلوماسية مع لبنان في أغسطس 1944 بعد إبرام اتفاقية مماثلة بين الاتحاد السوفييتي وسوريا. وبالإضافة إلى المساعدة في تكوين الدولة اللبنانية، فقد ساعدنا بفعالية في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي. ودعونا إلى وقف الأعمال العدوانية التي قامت بها إسرائيل خلال حرب عام 2006، عندما حاولت حل التهديد الذي تتعرض له دولة إسرائيل والذي رأته القدس الغربية في لبنان، عن طريق القوة. وهذا مستمر منذ ذلك الحين. لقد أثبتت عقود من هذه الأحداث، أن من غير الممكن حل هذه المشاكل بالقوة. ولا بد من حلها على أساس الاعتراف بالحقوق المشروعة لشعوب المنطقة، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته. وأن "عواقب" تصرفات إسرائيل تجلت بشكل دوري تجاه لبنان وسوريا، وأعني الاستخدام غير المشروع للطيران لتنفيذ ضربات جوية على أراضي دول ذات سيادة بذريعة مكافحة الإرهاب، لا تزال  مصدر توتر خطير.

وفي اللحظة الراهنة، عندما اعتزمت إسرائيل التوصل إلى "الحل النهائي" (كما قالت بعض "الشخصيات" في مواقف تاريخية سابقة) للمشكلة الفلسطينية بالقوة، وليس بالمفاوضات. وعلى نحو مماثل، تعمل القدس الغربية على تكثيف عملياتها العسكرية ضد الهياكل التي تعتقد أنها تدعم الفلسطينيين، زد على ذلك في سياق متطرف - حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين. واعتزمت إسرائيل القضاء عليها. إنه خط من دون أفق تماما. ينبغي التوصل إلى الاتفاق.  فحماس جزء من الشعب الفلسطيني، كما أن حزب الله جزء من الشعب اللبناني. وثمة في سوريا والعراق، هناك هياكل تمثل حركة مقاومة. وتعتبرها إسرائيل أيضاً إرهابية.

وأجدد القول. إن أساليب القوة لن تحل المشاكل التي تراها إسرائيل أمامها وتعتبرها عائقاً  لوجودها السلمي.  ينبغي التفاوض وتنفيذ ما قررته منظمة الأمم المتحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967. وهذا هو الطريق الوحيد نحو سلام مستدام طويل الأمد وضمان أمن إسرائيل. ونحن مهتمون جديا بهذا. لا يمكن حل هذه المشاكل بالقوة.

ويظل لبنان الآن في وضع يتعرض فيه لاختبارات جديدة، بسبب الأزمة في قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية عموماً. وينشط حزب الله، وانطلاقا من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وينفذ هجمات لإثارة قلق إسرائيل. ولكن كل هذا حساس ويتميز بأنه صغير الحجم. وتعتقد إسرائيل أن حزب الله يجب أن "يجلس بهدوء" وألا يتحالف مع الفلسطينيين، الذين يتجسدون بالنسبة لإسرائيل في حماس، التي تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن القدس الغربية  تعهدت بالقضاء عليها.

ونحن على تواصل مع زملائنا الإسرائيليين عن طريق وزارة الخارجية، وعن طريق وزارة الدفاع، وعن طريق المجلسين الأمنيين في البلدين. ونحاول إيصال فكرة الطريق المسدود المتمثل في محاولة حل كل شيء بالقوة دون إيجاد أي بدائل تسوية أخرى.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علناً إنه غير قلق بشأن إقامة دولة فلسطينية، بل إنه قلق بشأن أمن إسرائيل كدولة. وهذا بيان عن رفض تنفيذ قرار الأمم المتحدة. وهذا تطور محزن للأحداث. والمحزن بشكل خاص هو أن واشنطن تتغاضى تماما عن أي قرار إسرائيلي. وتحبط الولايات المتحدة أي اتفاق في مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يؤدي إلى وقف كامل ودائم لإطلاق النار. ويقوم الأمريكيون باستمرار بتزويد القدس الغربية بالأسلحة، والتي يتم استخدامها بعد ذلك لمواصلة ممارسة العنف ضد الشعب الفلسطيني. وهناك، قُتل في غضون الأشهر العشرة للعمليات التي تلت 7 أكتوبر 2023، أكثر من 40 ألف مدني. وهذا رقم مُرِيع. إن أساليب العقاب الجماعي للفلسطينيين بسبب الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023 (الذي شجبناه) ليست أقل إجراما. لأن هذا هو بالضبط ما هو منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.

العودة إلى لبنان. هناك خصوصية أخرى تميز هذا البلد تتمثل بأن بناء الدولة يضمن التمثيل المتساوي والمتوازن للمجموعات الوطنية والدينية. وعلى مدى العامين الماضيين، بعد الانتخابات الجديدة، لم يتمكنوا من تشكيل الأجهزة الحاكمة. إن جر لبنان إلى نزاع  عن طريق "معاقبة" حزب الله، ومعه الشعب اللبناني بأسره، يعرقل في هذه المرحلة زملاءنا وشركائنا اللبنانيين من تجسيد "صيغة" الدولة هذه بصورة فعالة.

سؤال: يتيسر حتى الآن، تحقيق التوازن في الشرق الأوسط إلى حد ما. ما هي إمكانية إن الوضع والتصعيد المستمر يتحول إلى حرب كبرى بين إيران وإسرائيل وجر دول الجوار فيه؟

 لافروف: يتشكل انطباع بأن إسرائيل هي الوحيدة التي تريد مثل هذا التطور للأحداث. ومن المحتمل أن حكومة هذا البلد (التي أصبحت الآن متشددة سياسياً) لا تخفي على الخصوص أنها تريد الاستفادة من هذا الوضع لمحاولة تصفية جميع الحسابات مع حماس وحزب الله والجماعات الموالية لإيران مرة واحدة وإلى الأبد. والجماعات سواء في سوريا وفي العراق، أو كما قلت للتو، مع إيران نفسها.

لا تريد إيران بشكل قاطع الاستسلام للاستفزازات أو الانجرار إلى أي أعمال عدوانية واسعة النطاق. إنهم يحاولون استفزاز طهران. إن اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران أثناء حفل مراسم تنصيب الرئيس الجديد هو بالطبع استفزاز. ومن ثم لم ترد إيران، بل ذكرت أنها تحتفظ بهذا الحق لأنه تم انتهاك وحدة أراضيها وسيادتها - وتم القضاء على ضيف حكومة جمهورية إيران الإسلامية عمدا. وعندما أعلنت طهران أنها تحتفظ بهذا الحق... بدأ الأميركيون يقنعونها، كما يقولون، "ربما ليس ضرورياً". وبدأ الرئيس الفرنسي  ايمانويل ماكرون وشخصيات أخرى في الاتحاد الأوروبي يقولون إنهم يدعون إيران... لقد انقلب كل شيء رأسا على عقب.  ليست إسرائيل هي التي تحتاج إلى تهدئة كي لا ترتكب بعد الآن اغتيالات سياسية. ويجب أن "تبلع"  إيران هذا، وأن تكون على استعداد، لأوضاع لاحقة، عندما يجري دفعها إلى خطوات غير مدروسة، وعليها" هضم " كل هذا بصمت.

أرى تشابهًا مثيرا للاهتمام. يريد فلاديمير زيلينسكي (الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة بالكامل) تقريبا نفس الشيء. فهو يردد افعلوا كل شيء حول أوكرانيا من اجل اندلاع  حرب كبيرة هنا. من أجل التنحي بنفسه جانبا، ويقاتل الأمريكيون وأعضاء آخرون في الناتو من أجله. إنه وضع مماثل عندما يرومون إثارة حرب كبيرة في الشرق الأوسط والأراضي المجاورة لنا. وأصبح الآن جزء من منطقة كورسك تحت سيطرة نظام زيلينسكي النازي بالأسلحة التي زوده بها الناتو.

وبالعودة إلى الشرق الأوسط. يجب علينا، رغم كل تعقيد (والبعض يقول ميؤوس منه) الوضع، آخذين في الاعتبار الدروس التاريخية عندما ارتكبنا نفس الخطأ لعقود طويلة: يبدو أننا اتفقنا على تسوية المشكلة الفلسطينية أكثر من مرة أو مرتين. لقد شاركتُ بنفسي في وضع "خارطة الطريق" التي كتبتها روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ووافق عليها مجلس الأمن الدولي في عام 2003. ونصت على إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية في غضون عام واحد.  وجرى توضيح كل شيء خطوة بخطوة وشهرا بعد شهر. لقد مر وقت طويل، ولا أحد يُقيم أي دولة.

ونظراً لهذه التجربة التاريخية، يرى الكثيرون أنه من غير المجدي بذل الجهود السياسية والدبلوماسية، لاحقا. إذا في هذه الحالة تكون الحرب هي البديل فقط. ولذلك، لا ينبغي لنا أن نستسلم بأي حال من الأحوال، ومن الضروري مواصلة الجهود، والإصرار على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.

وهذا مثال آخر يظهر فيه الغرب النفاق والمعايير المزدوجة، رغم ترديده ضرورة تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة ووحدة أراضي مختلف الدول. فإذا كنتم تحترمون السيادة، فإن الدولة الفلسطينية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، يجب أن تُقام على وجه التحديد على أساس وحدة أراضيها، ضمن الحدود المنصوص عليها في القرارات، وتتمتع بالسيادة. إنهم يحاولون الآن أن يدسوا للفلسطينيين ضربا من " نموذج " "شيء ما" مثل جيوب مغلقة تسيطر عليها إسرائيل على طول المحيط الخارجي للحدود. وأنا على يقين أن هذا لن يؤدي إلى أي خير.

سؤال: لقد ذكرتم منطقة كورسك. لا يسعني إلا أن أطرح سؤالاً مدرجا  في جدول الأعمال. لقد قلتم مؤخرا ليس بوسع فلاديمير زيلينسكي أن يقرر أبدا غزو منطقة كورسك دون أمر من الولايات المتحدة. ما الذي يحاول الغرب تحقيقه بمثل هذه الممارسات، وكذلك عن طريق "ضخ" أوكرانيا بالمزيد والمزيد من الأسلحة والمرتزقة؟

هناك تقارير في الصحافة بصدد احتمال استبدال فلاديمير زيلينسكي. وإذا ما حدث هذا فهل ستكون المفاوضات مع كييف ممكنة؟

لافروف: ما يتعلق بهدف من نظموا الاستفزاز في منطقة كورسك، فهو غزو وحدات نازية بعدد كبير من المرتزقة، وربما ليس المرتزقة، بل العسكريين المحترفين... لقد تم هناك التقاط وتسجيل كلام بلغة أجنبية.

ومن الصعب بالنسبة لي أن أحكم  على ما هو الهدف في هذه الحالة. لأن لدى زملائنا الغربيين أدمغة حاذقة. في بعض الأحيان يحولون الأمور بطريقتهم الخاصة. ثم لا يسفر عن هذا أي شيء.

ما هو الهدف من وراء غزو أفغانستان؟ القضاء الإرهابيين. فكيف انتهى؟ فشل وهروب مخزي.

وما هو الهدف الذي كان وراء غزو العراق؟ تدمير أسلحة الدمار الشامل. اتضح أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل. وتطالب القيادة العراقية ومجلس النواب العراقي الأميركيين منذ عدة سنوات بسحب بقايا قواتهم المسلحة. لكن الولايات المتحدة، باعتبارها دولة "تحترم سيادة الدول الأعضاء المستقلة في الأمم المتحدة"!، لا تروم المغادرة من هناك. ونتيجة لذلك، سيطلبون منهم الانسحاب.

وليبيا. لقد دمروا دولة كانت، من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، الدولة الأكثر ازدهاراً في المنطقة. وهذا يتعلق بالبنزين المجاني تقريبا، والتعليم، بما في ذلك الدراسة في الخارج. فماذا حدث لليبيا الآن؟

ومن الصعب جدا الحكم على الهدف والنية التي حددوها. ولكن علماء السياسة الآن يناقشون الآن ذلك. وحتى  فلاديمير زيلينسكي قال (في بعض الأحيان يقدم على وفق نظريات زيغموند فرويد، اعترافات) سيكون غزو كورسك ضروري لهم عند القيام بعمليات  التبادل لاحقا. لذلك يقولون إنه يأخذ أسرى ويروم الاستيلاء على كيلومترات مربعة. وعلى هذا النحو فهذه سذاجة وبساطة.

ومن أجل حماية حقوق هؤلاء الأشخاص وتاريخهم وتراث أسلافهم ولغتهم ودينهم وثقافتهم، واضطررنا إلى الاعتراف بجمهورية دانتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية، من أجل حماية حقوق هؤلاء الأشخاص وتاريخهم وتراث أسلافهم ولغتهم ودينهم وثقافتهم والدفاع عنهما وفقًا لطلباتهما، ولمقتضيات المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. لكن حتى تلك اللحظة كنا مستعدين للتفاوض.

لقد دعمنا المفاوضات التي أدت في فبراير 2014 إلى توقيع اتفاقيات بين رئيس أوكرانيا آنذاك فلاديمير يانوكوفيتش وقامت المعارضة في صباح اليوم التالي بتمزيقها ودبرت انقلاب حكومي دموي. ولو تم تنفيذها، لكانت أوكرانيا الآن ضمن حدود عام 1991 التي يحلم بها فلاديمير زيلينسكي. وكانت شبه جزيرة القرم أيضا داخل هذه الحدود لو لم يحدث انقلاب.

ولو أن القيادة الأوكرانية وفرنسا وألمانيا الداعمتين لها، بعد مرور عام، في فبراير 2015، نفذت اتفاقيات مينسك، لكانت أوكرانيا الآن ضمن حدود عام 1991، ولكن لأسباب واضحة، من دون شبه جزيرة القرم. وإذا كانت أوكرانيا قد أوفت في أبريل 2022 بما اتفقنا عليه في إسطنبول ولم تستمع إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس  جونسون، الذي منعها من القيام بذلك، لكانت الآن أيضا ضمن حدود عام 1991، ولكن بدون شبه جزيرة القرم. وجزء كبير من دونباس.

وفي كل مرة أثبت الأوكرانيون عجزهم التام عن القدرة على الاتفاق. لقد أثبت الغرب أنه  يحتاج إلى أوكرانيا من اجل "إيذاء روسيا" وإثارة توتر بلدنا ومحاربته. والدول الغربية  ليست بحاجة إلى كل هذه الاتفاقيات. وفي كل مرة يتم فيها تخريب الوثائق المتفق عليها، كانت أوكرانيا تخسر المزيد والمزيد.

لقد تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى موضوع المفاوضات المحتملة قبل عام ونصف. وقال إننا ليس ضدها. كان هذا منذ وقت بعيد. وبعد ستة أشهر من بدء العملية العسكرية الخاصة، قال الرئيس الروسي إننا لسنا ضد المفاوضات. ويجب على أولئك الذين يعارضون ذلك أن يدركوا بأنه كلما ماطلوا، كلما سيكون الاتفاق أكثر صعوبة. وكان من السهل في إسطنبول، بعد أقل من شهر من بدء عمليتنا العسكرية الخاصة، التوصل إلى اتفاق. بيد إن أوكرانيا لم ترغب في ذلك، لأنها لم تحقق هدفها  للنهاية والمتمثل في "إنهاك" روسيا بشكل مستمر.

أنا على ثقة من أنه ليس هناك ما  يمكن الحديث عنه بشأن إقليم كورسك. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 14 يونيو 2024 ، وهو يتحدث في وزارة الخارجية الروسية، إننا مستعدون لحل الوضع على أساس الواقع. الحقائق على الأرض. وينص دستور لروسيا الاتحادية بوضوح على أنه، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، لدينا الآن أربعة كيانات جديدة في الاتحاد: جمهورية دانتسك الشعبينة وجمهورية لوجانسك الشعبية، منطقتي زابوروجي، وخيرسون. ولا يمكن الحديث عن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. وهذا ليس مثل "الخط الأحمر". هذا مستحيل. إن أولئك الذين يحاولون أن يقدموا لنا "حلاً": يقولون: اتركوا أوكرانيا كما هي الآن، وان ينضم ما تبقى منها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسيكون كل شيء على ما يرام - إنهم حالمون ومحرضون. موقفنا واضح.

سؤال: بمعنى إذا توفرت هذه الشروط  فإن العودة إلى موضوع المفاوضات ممكنة؟

لافروف: لا يدور الكلام عن المفاوضات الآن. لقد تعبنا من تكرار أن الرئيس الروسي تحدث عن هذا الأمر أكثر من مرة. أولئك الذين يدلون بتصريحات تلمح إلى أن روسيا "تدفع" المفاوضات، وأوكرانيا مستعدة لها، لقد نصح فلاديمير بوتين عدة مرات أن يقولوا بأنفسهم لزيلينسكي (عندما يكون في عقل  سليم ) ليلغي مرسومه الذي يحظر إجراء المفاوضات.

قبل بضعة أيام كان هناك اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي. وفي خطابه الأخير، قال جوزيب بوريل إنه لا يوجد بديل آخر للمفاوضات غير "صيغة فلاديمير زيلينسكي".

اعتقدت أنهم  يتمتعون ببعض التعليم على الأقل، وأن لديهم فهما لكيفية ممارسة السياسة بناءً على الواقع. هذا طريق مسدود. من الواضح أن جوزيب بوريل يريد الآن أن يبقى في التاريخ باعتباره الأشد كرها للروس في أوروبا. ويترك مناصبه. هذه هي قلة الخبرة أو الجنون الذي استبدل عقل الدبلوماسيين والسياسيين في الغرب.

سؤال: العودة إلى الشرق الأوسط. هناك دولة أخرى تمتد علاقاتنا الدبلوماسية معها إلى ثمانية عقود. إنها العراق. كيف تطورت العلاقات مع بغداد؟ ما هي مجالات التعاون الواعدة مع هذا البلد اليوم، مع الأخذ في الاعتبار الوضع على الأرض والمفاوضات الجارية بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق؟

لافروف: أقيمت العلاقات مع بغداد بعد شهر من إقامتها مع لبنان، في سبتمبر 1944. لقد بذل الاتحاد السوفييتي الكثير لمساعدة العراقيين في تطوير البلاد والاقتصاد وضمان القدرة الدفاعية. لقد قمنا بتزويد القوات المسلحة والخدمات الخاصة ووكالات إنفاذ القانون في العراق بالكثير من الأسلحة.

واليوم نعيد كل تقاليد ما بعد تلك الفترة التي كانت مأساوية للشعب العراقي. وفي عام 2003، قام أعضاء الناتو بقيادة الولايات المتحدة بغزو البلاد تحت ذريعة وعلم كاذبة. و بالتالي، أكد الغربيون على أنه لم يكن لذلك الموجب الذي تم الإعلان عنه، أي ضرورة تصفية أسلحة الدمار الشامل. لقد بثوا للعالم أجمع كيف جرى شنق الرئيس العراقي صدام حسين بزعم على حيازته أسلحة الدمار الشامل. هذه قصة مثيرة للاشمئزاز. وكذلك مقتل زعيم الجماهيرية العربية الليبية معمر القذافي، الذي بث للعالم أجمع وسط هتافات متحمسة لوزيرة الخارجية الأمريكي آنذاك  هيلاري كلينتون.

لقد عانى العراق لسنوات طويلة. وبعد هذا العدوان، تعرضت الدولة العراقية أيضا لمحن قاسية. ولكن في نهاية المطاف، تمكن العراقيون من التغلب على هذا التشرذم، بما في ذلك تعزيز علاقاتهم مع المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في أربيل. نحن نساهم في هذه العمليات. نحن نعمل مع كل من بغداد وأربيل. لقد زرت هذه وتلك منذ عدة سنوات

يقوم دبلوماسيو بلدنا بزيارة هذه الأراضي والمدن والفعاليات المختلفة للمساعدة  على تعزيز الاستقرار السياسي في العراق. والآن تمكن رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني، الذي كان في زيارة رسمية لنا في خريف عام 2023، من توجيه وتعبئة وكالات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية بشكل فعال لتحقيق الاستقرار في الوضع والعمل بشكل فعال ضد فلول الإرهابيين، والتشكيلات المرتبطة بتنظيم داعش وبعض التنظيمات الأخرى.

لقد ظهر تنظيم داعش عندما غزت القوات الأمريكية العراق عام 2003. ومن ثم جرى تعيين الممثل الأكثر خبرة، وفقا للولايات المتحدة، بول بريمر، حاكما عاما في العراق. وكان أحد قراراته الأولى هو حظر حزب البعث وجميع الهياكل المرتبطة بالحزب. وكان الحزب الحاكم. وحل جميع القوات المسلحة والخدمات الخاصة وقادتها وضباطها الذين كانوا أعضاء في هذا الحزب. لقد تم طردهم من وظائفهم. وقبل الإسلاميون، الذين أرادوا بعد ذلك إنشاء منظمة إرهابية، بكل سرور هؤلاء الضباط في صفوفهم. لقد وفروا فعالية عسكرية جادة للدولة الإسلامية. وهذا هو "من بنات أفكار" السياسة العدوانية الأمريكية

أن النفط والغاز  المجال الرئيس في اقتصادنا. وهذه هي شركات لوكويل، وغاز بروم – نفط، وروسنفط. وقد استثمر ت الشركات الثلاثة ما يقرب من 20 مليار دولار في البلاد، وهو عمل متبادل المنفعة. ونحن نرى آفاقاً لهذا العمل في مجال المحروقات.‏

وهناك خطط أخرى في مجال الصناعة، والتكنولوجيا، والمعلومات، والاتصالات. ونأمل أن يتم النظر في هذه القضايا في إطار اللجنة الحكومية الدولية التي تم إنشاؤها بين روسيا والعراق

سؤال: هل يؤثر وجود التحالف الدولي على الوضع في البلاد؟

لافروف: أكرر القول لقد تبنى مجلس النواب والحكومة العراقيين مراراً  قرارات تقضي بضرورة مغادرة التحالف الدولي "المناهض لتنظيم داعش" أراضي جمهورية العراق. ورداً على بيان من واشنطن بأنهم "سيفكرون في الأمر"، قال العراقيون بأدب، ولكن بحزم إن هذه أرضهم، وإنهم "يشكرون" الأميركيين على كل ما قاموا به، بما في ذلك إقامة تنظيم داعش الذي من اجل مكافحته انهم يرمون البقاء لفترة أخرى. وأعتقد أن خروجهم سيحدث في أقرب وقت.

  • General Information

    Diplomatic and consular missions of Russia

    State of Palestine

    Mission of the Russian Federation to Palestinian National Authority

    Address :

    Gemzo Suites, 11, al-Mubadeen st., Al-Bireh, Ramallah, Palestine

    -

    -

    Phone :

    +972 2 240-09-70

    Hotline :

    +972 2 240-09-70
    +972 59 941-89-22

    Fax

    +972 2 240-09-71, +972 8 283-88-81

    E-mail

    rusmissionpal@mid.ru

    Web

    https://pna.mid.ru/

    Twitter 

    Facebook 

    Telegram 

    Vkontakte 

    State of Palestine

    The consular Department of the Representative office of Russia in the Palestinian authority in Ramallah

    Address :

    Gemzo Suites, 11, al-Mubadeen st., Al-Bireh, Ramallah, Palestine

    -

    Phone :

    +972 2 240-09-72

    +972 8 283-88-81 - Консульский пункт в Газе

    Fax

    +972 2 240-10-81

    E-mail

    rusmissionpal@mid.ru

    Representative offices in Russia

    State of Palestine

    Embassy of State of Palestine to the Russian Federation

    Address:

    119034, г. Москва, Кропоткинский пер., 26

    Phone:

    +7 495 637-43-40
    +7 495 637-36-82

    Fax

    +7 495 637-21-95

    E-mail

    embassy@palestine.ru

    Photo

    • Палестина
    • Палестина
    • Палестина
    • Палестина
    • Палестина